الأحد، 13 يوليو 2008

توقف ضخ السيولة يهدد 1200 من مرضي الفشل الكلوي


توقف ضخ السيولة يهدد حياة (1200) من مرضى الفشل الكلوي ارتفعت نسبة الاصابة بمرض الفشل الكلوي وبات احد اكثر الامراض انتشارا بالبلاد .... وكم من طفل يانع ذهق المرض روحه بعد ان جفف ضحكته البريئة وكم من اطفال تيتموا وفقدوا والدهم او والدتهم بسبب الفشل الكلوي ، واذا كانت الدولة ممثلة في جهازها المعني بادارة المال ووضع السياسات المالية قد ظلت مكان الانتقادات الحادة بسبب سياستها الكلية للاقتصاد الوطني التي جعلت من الامة احدى اكثر شعوب الارض فقرا رغم ان البلاد تحظى بالموارد المادية والبشرية و ها هي ذات الوزارة تفشل في الايفاء باستحقاقات مراكز غسيل الكلى لاكثر من (10) مراكز وهي بذلك لا تبالي بوضع الحد لحياة اكثر من (1200) من مرضى الفشل الكلوي الذين يعتمدون علي هذه المراكز في غسل دمائهم من السموم ، و في وقت كان الجميع يعولون على المالية توفير الموارد والاموال لدعم البحوث العلمية وتوفير كافة المدخلات المعنية بالبحث العلمي لتضعها امام علماء السودان - وهم كثر تعج بهم المؤسسات البحثية في دول العالم - حتى يخرجوا ببحث علمي يبين اسباب استشراء الفشل الكلوي واستيطانه اجسام اهل السودان ، بيد ان المالية وفقا لافادات المراكز القائمة بالغسيل الكلوي عجزت ان تدفع ديون هذه المراكز حتى تتمكن الاخيرة من توفير مدخلات الغسيل ، في المساحة التالية نلقي المزيد من الضوء على المشكل.كانت البداية قبل ثلاثة شهور عندما اطلقت مراكز الغسيل الدموي صرخة محذرة من ان عدم ايفاء المركز القومي لغسيل وجراحة الكلى بمستحقات المراكز مقابل خدماتها لشريحة المرضى يلغي بظلال سالبة على انسياب مدخلات الغسيل الدموي التي يتم استيرادها من خارج القطر وطالبت هذه المراكز الدولة ممثلة في وزارة المالية و التي انيط اليها توفير التكلفة المادية للغسل بيد ان الوزارة تجاهلت تسديد هذه الديون لخمسة اشهر لتنفد المدخلات الاساسية من مستودعات هذه المراكز وتعلن التوقف عن العمل منذ صباح امس الاول . يقول الخليفة مختار مكي مدير مركز مودة للغسيل الدموي : المشكلة تتلخص في ان المراكز التي تقوم بالغسيل افتقدت وجود اية مستهلكات - مدخلات - تساعدها على القيام بدورها في الغسيل لشريحة المرضى المترددين علي هذه المراكز والسبب يعود لعدم قيام وزارة المالية بصرف ديون واستحقاقات هذه المراكز لمدة (5) شهور متتالية استنفدت فيها المراكز كل المدخلات المستوردة من الخارج ، وقد ظلت المراكز طيلة الشهور الماضية تواصل تقديم خدماتها للمرضي رغم عدم السداد وذلك حرصا على حياة المرضي ولكن عدم توفر هذه المستهلكات وعجز المراكز عن توفير السيولة لشرائها دفعها للتوقف عن تقديم الخدمة ، سألت مولانا مختار مكي وهو من الشخصيات الاجتماعية المعروفة بدعم الاعمال الخيرية عن جملة هذه الديوين فأجابني : ( ان كنت تعني ديون مركز مودة للغسيل الدموي فهي في حدود (600) مليون جنيه اما ان كان الاستفهام عن جملة الديون المستحقة للمراكزعلى وزارة المالية فهي في حدود (5) مليار جنيه قلت لمدير مركز مودة : ولكن للتوقف آثاره الكارثية ؟ فقال (نحن ندرك مخاطر التوقف والعجز عن القيام بالغسيل الدموي ولكن الاوضاع المادية المتردية للمراكز لم تترك ثمة خيار آخر ) سألت مختار مكي عن عدد الذين يعتمدون علي مراكز القطاع الخاص من جملة الذين يعانون الفشل الكلوي فقال انهم حوالي (1200) مريض يشكلون قرابة (50% ) من جملة مرضي الفشل الكلوي بالخرطوم ، ويقول عزالدين عبدالرازق مدير مركز المواطن للغسيل الدموي ان المركز والذي ظل يقوم باعمال الغسيل الدموي لـ (54) مريضا بات عاجزا عن الايفاء بمتطلبات الخدمة و انهم يعملون اليوم (امس الاثنين) بطاقة (25%) بينما لايجدون مفرا من التوقف بصورة تامة اعتبارا من الثلاثاء - اليوم - وذلك رغم ان الكادر الطبي بالمركز من اطباء وسسترات وممرضين يداومون علي الحضور ولكن لا توجد المدخلات الرئيسية للغسيل الدموي مما اضطر المركز الي ايقاف كافة الماكينات العاملة وعن مديونية المركز قال عز الدين انها في حدود (400) مليون جنيه .بمركز الدكتور فضيل التقت الصحافة الدكتور انور فضيل مدير المركز الذي تحدث قائلا : ( المستشفي لا يستطيع ايقاف خدماته للمرضي مهما كانت الظروف خاصة مرضي الفشل الكلوي وذلك رغم المشاكل الناجمة عن تكدس المديونيات لدي المركز القومي لجراحة وغسيل الكلي ونحسب ان مشكلة الديون مقدور عليها متمنيا ان يكون الحل خلال الساعات القليلة القادمة. سألت الدكتور انور الذي التقيته في ردهات المركز امس عن عدد المترددين من مرضي الفشل الكلوي علي المركز فأجابني ان المركز يستقبل (18) مريضا في اليوم الواحد لعمل الغسيل الدمويوسط المرضي كانت الصورة غاتمة السواد الصادق مصطفي اقوم بعمل الغسيل مرتين في الاسبوع ورغم انني بدأت اجراءات الزراعة حتي اتجاوز الظروف الراهنة ولكن بات الوصول للزراعة مشكلة خاصة ان حالة من عدم الطمأنينة باتت تجتاح المرضي فكيف للدولة ان تفشل في توفير متطلبات العلاج خاصة ان الخزينة العامة لا تنقصها الموارد . توقف المراكز امس اعطي المرضي الانطباع بان دولتهم ومجتمعهم باتوا لا يبالون بهم باعتبارهم شريحة غدت عالة علي الاسرة والمجتمع والدولة وطالب الصديق وزارة المالية وكافة الجهات المعنية تدارك الامر خاصة ان تعاطي المجتمع والدولة مع مرضي الفشل الكلوي له آثاره المعنوية والصحية علي هذه الشريحة.ابت صورة المرضي الذين التقيتهم بالمراكز ان تغادر مرآة ذهني حتي مساء امس وقبيل استماعي وجهة نظر وزارة المالية للموضع التقيت الدكتور فيصل ابراهيم كبير اخصائي الكلي والمسالك البولية عن معني عدم القيام بالغسيل الدموي في الوقت المحدد فاجابني قائلا ( اولا تتفاوت مرات الغسيل الدموي وفقا لحالة المرضي فهنالك مريض يحتاج لثلاث جلسات في الاسبوع وآخر يحتاج لجلستين وعليه فان هنالك مخاطر صحية محيقة بالمرضي حالة عدم القيام بالغسيل لان ذلك يعني ارتفاع البولينا كما انه يؤدي لارتفاع نسبة البوتاسيوم ووصول ملح البوتاسيوم لحد معين يؤدي للوفاة كما ان ارتفاع نسبة البولينا تكون نهايته الوفاة لان المريض يفقد الشهية للاكل واضاف الدكتور تاج السر محمد محمود ان عدم اخضاع المريض للغسيل يؤدي لترسب كميات من السوائل داخل الجسم خاصة في الرئةمما يؤدي لحدوث مصاعب في التنفس والوفاة.( الصحافة) ظلت حريصة طوال يوم امس على طرق الابواب عسانا نجد ما يبذر الطمأنينة في نفوس المرضي وذويهم ، غير ان استفساراتنا للمسئولين بالمركز القومي لجراحة وغسيل الكلي قوبلت بالصمت المطبق كما انتقلنا لوزارة المالية ليتحدث لنا الشيخ محمد المك ناقلا حرص الوزارة علي توفير كافة متطلبات مراكز الغسيل الدموي اعتبارا من صباح الغد - اليوم الثلاثاء - حتى تتمكن المراكز من الايفاء بالتزاماتها تجاه شريحة مرضى الفشل الكلوي.

ليست هناك تعليقات: