الأحد، 13 يوليو 2008

التجارب السابقة للتدخل الاممي طامة كبري

: بله على عمر التعصب القبلي والصراع على السلطة من اسباب تأجيج الصراعات القبلية في دارفور، وهو انعكاس للصراع العربي الاسرائيلي على وضع السودان ، هكذا ابتدرالدكتور مضوي الترابي ـ المحلل الاستراتيجي المعروف ـ محاضرته امس بالاكاديمية العسكرية العلىا حول تجارب التدخلات الاجنبية بالعالم العربي وافريقيا ، مستعرضا جذور مشكلة دارفور والتي اساسها الصراع بين الرعاة والمزارعين على الموارد وعدم الاستقرار السياسي في دول الجوار ، حيث أن الاسباب التي زادت من وتيرة الصراعات في دارفور اسباب خارجية بجانب الاسباب الميدانية والتي منها تدني المستوي التعلىمي والفهم السياسي لحاملي السلاح في الميدان وعدم وجود اجندة سياسية واضحة لهم يمكن التفاوض حولها ، كما ساهم الفجور السياسي ، وما اسماه بالانتهازية السياسية في تصعيد المشكل.وعن التدخل الاجنبي ، قال مضوي ان هنالك صعوبات فنية تواجه نشرالقوات الاجنبية وفق رؤي الخبراء والمحللين الاستراتيجيين ، وعلى رأس هذه الصعوبات البنية التحتية بدارفور ، والتي لا تحتمل اعدادا كبيرة من القوات في الوقت الراهن ، اضافة الى مشاكل التباين في العقائد العسكرية ، مرجحا مجيء قادة فقط ، خاصة ان الاتحاد الاوربي يحتاج لقوات التدخل السريع لحلف الناتو كاحتياطي داخل اوربا وهو بذلك يعلن رفضه المشاركة ضمن قوات اممية في دارفور، ليبقي الاحتمال الاكثر ترجيحا هو مجيء قادة لينضموا لقوات الاتحاد الافريقي والتي ستستبدل قبعاتها الراهنة بالقبعات الزرقاء . من جانبه ، اكد الدكتور . مصطفي عثمان اسماعيل ـ مستشار رئيس الجمهورية ـ ان قضية دارفور تعتبر اكبر مهدد للامن القومي السوداني ، وان مسألة التدخل الاجنبي في دارفور يجب الا تصرف النظر عن اهمية معالجة المشكلة في كافة جوانبها ، مضيفا ، في تعقيبه على ورقة الدكتور مضوي الترابي ، ان قضية دارفور تحتاج الى معالجات استراتيجية غير وقتية تتمثل في ثلاثة محاور أساسية: حل النزاعات والمشكلات بناء على أسس جديدة قائمة على اللامركزية وقائمة على التوزيع العادل للسلطة والثروة وقائمة على قوات مسلحة قوية وفاعلة وقادرة على حماية الحدود ، بالاضافة لتعزيز الديمقراطية على حساب الجهوية والقبلية والطائفية بمزيد من التعلىم وزيادة الوعي الوطني بين المواطنين ، بجانب اعادة النظر في ملف العلاقات مع دول الجوار وان تكون علاقات تكاملية في كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية والامنية وان تكون الحدود بينها مناطق للتنمية وتبادل المنافع بدلا عن التنازع ، بجانب انتهاج سياسة خارجية متوازنة مع هذه الدول.واستعرض د. مصطفي عثمان الاسباب التي دعت الادارة الامريكية الى الاصرار على التدخل الدولي في دارفور، وقال ان السبب الاول ان هذه القضية خلفها مجموعة ضغط في الداخل مرتبطة بقوي صهيونية استراتيجيتها محاصرة اي نظام او دولة في المنطقة تتعاطف مع القضية الفلسطينية بجانب استراتيجيتها في الحرب على الارهاب واتساع نطاق الحرب على الارهاب بجانب امتلاك السودان لموارد هائلة. واشار الى ان اتفاقية ابوجا قد دعمتها الولايات المتحدة الامريكية وذلك لاسباب داخلية تتعلق بالانتخابات الامريكية باعتبار انها تواجه ضغطا شديدا لمعالجة هذه القضية ، مبينا ان احد اسباب القضية صراعات القوي السياسية السودانية وعدم التفريق بين حرب النظام والحرب على الوطن ، منوها لتوحد بعض القوي السياسية حول اتفاقية ابوجا وقضية دارفور بكاملها.وقال اللواء الدكتورمحمد الىاس الامين ـ الخبير العسكري ـ ان قضية دارفور يجب ان تعالج على انها قضية امن قومي لا على نهج ادارة الازمات ، ويجب النظر الىها من هذا المنظور ، داعيا لرفض التدخل الاجنبي في شؤون دارفور ، مؤكدا ان السودان يمتلك مقومات الدولة العظمي ، ووضعه الجيوستراتيجي متميز ، كما ان ثقل الموارد المتاحة بالسودان تمنع اية محاولات لتفتيته .وعزا الدكتور الامين هذا التداعي نحو السودان في انه يتمثل في دفع الفاتورة انابة عن المنهزمين لحرب الخليج الثانية . وحول اثار التدخل الاجنبي على المدي الزمني ، اكد اللواء محمد الامين ان القوات الاممية ذهبت لاي مكان لتبقي فقد بقيت 61 عاما بالمانيا ومثلها بالىابان فلماذا لا تبقي بالسودان مثل ذلك ؟وتحدث في الندوة عدد من المشاركين من العسكريين والمدنيين حول مسألة التدخل الاجنبي في دارفور، مؤكدين ان الوضع الآن على الارض لايتطلب دخول هذه القوات خاصة بعد توقيع اتفاقية ابوجا ، وقرارات الحكومة بمعالجة المشاكل الانسانية والغذائية فورا. واتسم موقف العسكريين بالرفض التام لنشر قوات اممية بدارفور ، لكن العميد مهندس حسن صالح رأى ان قوات الامم المتحدة ليست عدوا ، وانما تمنح الفرصة لادخال القوات الصديقة والشقيقة من الدول العربية والاسلامية ، مشددا على ان يأتي التفويض لهذه القوات كقوات مراقبة فقط ، وان يكون هنالك دور للقوات المسلحة والشرطة .

ليست هناك تعليقات: