الثلاثاء، 15 يوليو 2008

مدير المشروع : نبشر أهل السودان بإضافة 100 ألف فدان للقطاع المروي


سندس: الشركة أكملت كافة أعمال الحفريات والأعمال الهندسية

: بله علي عمر - كاميرا : عصام عمر

«سندس» لغة هو الرقيق من الديباج والحرير .. وعند اهل السودان فقد ارتبطت المفردة بالمشروع الحلم .. مشروع سندس الزراعي البالغ مساحته 106 الف فدان والواقع في المنطقة شرقي جبل اولياء .. وقد ادى التركيز الاعلامي على المشروع في بداية عهد الانقاذ كأنما الثورة الوليدة جاءت لتحقيق اهداف استراتيجية محددة في المجال الاقتصادي ابرز ملامحها استخراج البترول واقامة مشروع سندس .. كانت وسائط الدولة تتحدث عن المشروع وكأنه صار واقعا يسعي بين الناس .. ولاسباب ظل يجهلها الكثيرون فقد تأخر انجاز المشروع ـالصحافة ايمانا منها بالامر خاصة بعد تلقيها بعض الشكاوي من العاملين بالخارج الذين وضعوا كل مدخراتهم في شراء مزارع بالمشروع قررت الغوص في امر سندس وسؤال خبراء الاقتصاد الزراعي كما انتقلت الى ادارة المشروع فخرجنا بالآتي: لماذا لم يكتمل العمل ؟«لا ندري لماذا لم يكتمل العمل بهذا المشروع؟» هكذا بادرنا بالتساؤل دكتور كامل ابراهيم حسن استاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الخرطوم والذي مضى للقول : (لقد كانت بداية العمل بسندس منذ اكثر من عقد من الزمان ، قد تكون هنالك مشاكل تمويلية او ادارية .. وقد تكون العلة في التخطيط . ان الحملة الاعلامية والدعاية التي اثيرت حول سندس كانت تعطي الانطباع بأن العمل في هذا المشروع جارٍ على قدم وساق ، غير اننا فوجئنا في الفترة الاخيرة بأن الحملة الدعائية قد توقفت تماما ، ليس ذلك فحسب بل ان حماس الكثيرين من المساهمين قد فتر ، ووصل الحال بالبعض لوصف المشروع بأنه خدعة كبرى .. كزراعي ارى ان سندس تجربة لم تكلل بالنجاح بهذه العبارة ختم الدكتور كامل افادته لنا . الإغراء والتمويهدكتور حسن سيد احمد جامعة الخرطوم كلية الزراعة قال إن فكرة اقامة المشروع تعود لاكثر من 20 عاما ، كانت الاراضي ملكاً حراً للسكان .. ادارة المشروع اغرت الملاك في مقابل الاستفادة من المشروع تنازلوا عن بعض المساحات .. خاصة بعد الوعود البراقة بتوفير السكن الفاخر وشبكة المواصلات ـ ظللنا في كل عام نسمع ان العمل سيبدأ في المشروع .. وان هي الا شهور لنسمع مرة اخرى بعدم وصول الماكينات .. وحتى الآن لا يوجد عمل على ارض الواقع وصار المشروع احد المشروعات الفاشلة .. ولكن نعود ونقول ان فكرة اقامة المشروع جيدة غير انها تحتاج للجدية في التنفيذ . قبضة بوليسية !ويقول الاستاذ الوسيلة مختار من كلية الزراعة شمبات لان المشروع جديد فكرنا في زيارته حتى يقف الطلاب على مراحل تنفيذ مثل هذه المشروعات وشرعنا في تنفيذ هذا البرنامج بيد اننا فوجئنا بأن ادارة المشروع لم تصدق لنا بزيارة الموقع دون ابداء اى اسباب للرفض واعتبر أن ذلك امرا غير جيد.. يجب ان يسمح للطلاب بالوقوف على حقائق الامور .. عموما العمل الزراعي يحتاج لتكامل الجهود بين الجهات الاكاديمية والتنفيذية .. والمتابع للمشروع يلاحظ عدم وجود المعلومات الاحصائية الدقيقة وهذه مشكلة . توجه عديم الجدوىويقول دكتور سامي احمد محمد ـ جامعة السودان الناظر للمشروع يتساءل هل نحن في حاجة لتوسع رأسي ام افقي ؟ الشاهد اننا لم نستغل المشروعات الموجودة بطريقة اقتصادية فلماذا نسعى لاضافة مشروعات جديدة؟ ان هذا التوجه عديم الجدوى .. هذه المشروعات الجديدة تحتاج لبني تحتية جديدة وواقعنا الاقتصادي لا يحتمل ذلك هنالك بنيات اساسية موجودة بالمشروعات القائمة كالجزيرة وغيرها غير مستغلة بالصورة الاقتصادية المثلى واضف الى ذلك من ناحية التربة فإن هنالك تربة اكثر خصوبة من ارض المشروع كان يمكن استغلالها . دانفوديو : اكتمال الأعمال الفنيةالصحافة انتقلت الى دكتور عمر العوض المكلف من قبل دانفوديو وهي الشركة القائمة على اعمال الحفريات والاعمال المدنية في مشروع سندس فقال لقد اكملت دانفوديو كافة اعمال الحفريات في القناة الرئىسية والقنوات الفرعية كما تمت عملية تركيب الطلمبات ولم تتبقَ الا عمليات ابوعشرينات وهي القنوات الحقلية وهذه لا تؤثر ـ ولأن اعمال المشروع قد اكتملت تماما فقد تم سحب بعض الآليات وبالنسبة للتي تبقت لإنها لا تعمل بكامل طاقتها لعدم وجود العمل . ويمكن القول إن القنوات الآن مهيأة تماما لضخ المياه وتوصيلها للحقل . ومن داخل المشروع التقت الصحافة المهندس عثمان ابوزيد مدير الطلمبات بالمشروع الذي قال في افادته للصحافة ( لقد اكتمل العمل في تركيب الطلمبات) احداهما على النيل لنقل الماء للقناة الرئىسية بينما تم تركيب الطلمبة الثانية عند ملتقى القنوات الرئىسية والطلمبات جاهزة الآن لضخ المياه وذلك حال ازالة الحاجز الترابي من جهة النيل . بين يدي إدارة سندسالصحافة حملت الشكوك والاتهامات المثارة حول مشروع سندس الزراعي ووضعتها امام المهندس الصافي جعفر الصافي مدير المشروع والذي دعا الصحافة لمرافقته في جولة ميدانية للمشروع حتى تأتي اجابته من داخل الموقع مؤكداً حرص الادارة في ازالة كافة المعوقات التي تواجه المشروع . تجربة فريدةفي اجابته حول الاسباب التي اطالت ليل سندس يقول مدير المشروع إن سندس يعتبر تجربة فريدة فلأول مرة في التاريخ الانساني يقام مشروع زراعي من ريع ما يباع من مزارع ، لم تقم الدولة برصد ميزانية لاقامة المشروع حتى الآن كل ما تم تعيين جهة تنفيذية اوكل لها توفير المال لتنفيذ واقامة المشروع .. وهذه حقيقة نذكرها للاخوة الذين يتحدثون عن تأخير تنفيذ سندس . لقد كان حري بالمتسائلين ان يقولوا لنا كيف صبرتم على تنفيذ مشروع لم توفر له ابسط مقومات الانطلاق من الميزانية ؟ لاجيبهم بالقول ما دعانا للصبر امران : عزمنا والمامنا بطاقتنا ثم الرجاء في الله . غياب الشفافية في النظام المحاسبيقلت لمدير سندس ان ادارة سندس تفتقر للشفافية وتفتقر للنظام المحاسبي ؟فقال : هذا سؤال طيب يجعلني اوضح اننا نملك براءة الذمة من خلال المراجعة القانونية حتى 2003م ولدينا وثائقنا التي تثبت ذلك كما ان لدينا مجلس ادارة يجتمع بصفة دورية ويحاسب الادارة ومن خلال منبر الصحافة اعلن استعدادنا استقبال اي فرد للإطلاع على الوثائق المحاسبية فهي حق عام . الأستثمار الأجنبيإذا كان المشروع يعاني عدم كفاية التمويل فلماذا لم تقم الادارة باستقطاب الاستثمار الاجنبي خاصة بعد اكتمال البني التحتية يساهم في ذلك ؟ . يجيب المهندس الصافي جعفر الصافي مدير عام سندس ان ادارته بدأت العمل وفق جدول تدريجي يبدأ بطرح المشروع محليا ثم اقليميا ودوليا مما جعل خريطة اصحاب الاملاك بالمشروع تضم رؤوس الاموال ا لمحلية وهناك مستثمرون عرب جاءت في مقدمتهم الشركة الليبية ثم شركة المستثمر السعودي جمعة الجمعة وهنالك الغرفة التجارية السعودية وهنالك مستثمرون اتراك ولعل تدافع هذه الشركات للاستثمار في سندس قد دفع كثيرا في اكمال العمل الذي كان قد تقوف نتيجة الظروف المحلية والاقليمية والدولية المعروفة لدى المتلقي ، ولعل اثر هذه الظروف يبقى ملموسا في سندس فرغم ان المشروع ظل يحمل ضمان بنك السودان بتوريد طلمبات للمشروع لمدة خمسة اعوام فإننا لم نجد مستثمراً واحداً في اركان الدنيا الاربعة يوافق على ذلك وبمجرد الانفتاح الاقتصادي والسياسي في البلاد جاءنا الصينيون قبل ثلاث سنوات ليمولوا الطلمبات ويقوموا بتصنيعها . حديث حول رواة الأخبار* ماذا عن الطلمبات التي سبق استجلابها واعيدت لعدم مطابقتها المواصفات ؟- هذا امر مناف للواقع ، لم يحدث ذلك ابدا (عزيزي ما آفة الاخبار الا رواتها) هذه ادعاءات لا نقف عندها لقد سبق ان قالوا اننا في المشروع استخرجنا الماء من البحر ثم عادت للبحر مرة اخرى !!سندس والتحدي* المشروع يقع في مساحة (106) الف فدان هل سيقوم على مراحل متعددة ؟- لقد كان التخطيط ان يقوم المشروع وفق مراحل غير اننا قررنا قبول التحدي باقامة المشروع كتلة واحدة وقد شجعتنا الوقائع الفنية والهندسية على رفع راية التحدي فهناك البيارة الرئىسية تكفي توفير المياه لكل المساحة ان مبني البيارة ضخم جدا لعلك شاهدته .. انه 54 متر * 2 متر بعمق 16 متر تحت سطح الارض و 10 امتار فوق سطحها وقد كلفت 12 مليار جنيه ـ من ناحية فنية وجدنا انه لا يمكن تقسيم المشروع . عهد ميثاق* إلى أين وصلتم في بيع الحواشات ؟- الوثبة الاخيرة وبعداكتمال المقومات الاساسية بالمشروع جاءتنا اعداد من المستثمرين الذين صاروا يتوافدون علينا . * اذن متى يضيف سندس 100 الف فدان للأراضي المروية بالبلاد؟ - لقداكتمل العمل تماما في البنيات الاساسية مما جعلنا نضع سقفنا لضخ المياه في المشروع وقد تم تحديد 31 من اكتوبر القادم حدا اقصى للتشغيل التجريبي وبعد الفترة التجريبية بشهرين ستكون المياه متوفرة بالقنوات الفرعية . * إذن هذه دعوة عبر صحيفة الصحافة لاصحاب الحيازات بسندس ان تعالوا لاستزراع اراضيكم بعد شهرين تجربة اكتوبر؟- نعم اننا ندعو اصحاب الحيازات بمشروع سندس الزراعي لاستزراع اراضيهم بعد الضخ التجريبي الذي سيكون في اكتوبر المقبل . من المحرر:مكالمات عديدة تلقيناها من نفر كريم من ابناء السودان العاملين بالخارج يسألون فيها عن مصير اموالهم التي دفعوها مقابل الحصول على مزارع في مشروع سندس من خلال الحاحهم المتواصل تلمست ملامح الخوف .. خاصة في ظل تراجع الاعلام المكثف حول سندس .. سألت الكثير من الزراعيين وأهل الاقتصاد اجابتهم لم تسعفني نقل الطمأنينة لمن اتصلوا بنا .. اخيرا قررت عمل تحقيق صحفي حول سندس .. لقد ظل البعض يبدي شفقته من انني لن اصل لشئ .. لقد تذكرت المحاذير عندما وقف احد موظفي الاستقبال بادارة سندس بوجهي (بجلافة) رافضا السماح لي بالدخول لمقابلة الادارة والاعلام . وبعد ان تأكدت من عجزي في اقتحام هذه المملكة قررت ترك خطاب الصحافة الذي يشير الى انني بصدد عمل تحقيق صحفي حول سندس .. قلت له خذ هذا لرؤسائك وإذا ارادوني فهذا رقم الجوال مكتوب على الخطاب . وبعد حوالي اسبوع اتصل بي الاستاذ قنديل من ادارة سندس يدعوني لزيارة سندس ميدانيا برفقة المهندس الصافي جعفر وكانت الزيارة برفقة زميلي المصور عصام عمر .. والامانة تقتضي القول اننا ـ وكما تبرز الصور ـ وجدنا كل مقومات الري متوفرة .. وقفنا على البيارات والقناة الرئىسية وشهدنا القنوات الفرعية .. وخرجت بأمر واضح ان اهل السودان موعودون باضافة (106) الف فدان الآن فقط لا يوجد لدى المهندس الصافي جعفر واركان حربه اى مبررات للتأخير .. وقد وجدنا بين ظهراني الادارة رجل الاعمال خضر الديمقراطي الذي تؤكد معلوماتنا الدقيقة انه جاء وكيلا لاحدى الجهات الاجنبية لشراء ما تبقى من مساحات .

ليست هناك تعليقات: