الثلاثاء، 15 يوليو 2008

مادبو في اجرا حوار

دريج خارج دائرة الفعل السياسي وموسي هلال فارس اصيل


ابوجا تواجه مخاطر التباين بين الحكومة والشركاء الموقعين عليها ؟
اولا ابوجا قامت علي ثلاث مراحل . الاولي تمثلت في مرحلة التفاوض الذي افضي الي اعلان المبادئ الذي تم بموافقة الحكومة والحركات دون استثناء , وكانت الحركات في ذلك الوقت حركتين هما العدل والمساواة وحركة التحرير ... اعلان المبادئ وجد القبول من الحركات والحكومة معا , وكان لي شرف رئاسة الاجتماع الذي طرحت فيه وثيقة اعلان المبادئ للحركات والذي تمت اجازته بالاجماع , المرحلة لثانية كانت مرحلة النصوص اي تحويل اعلان المبادئ الي نصوص وهنا حدث انشقاق بحركة التحرير الي جناحين هما جناح مني وجناح عبدالواحد كا طال الانشقاق حركة العدل والمساواة وبالتالي فان المناخ العام تغير عن حالته ابان فترة اعلان المبادئ فمثلا في اعلان المبادئ جاءت قسمة السلطة وفقا لكثافة السكان وعندما جئنا لترجة هذا البند وجدنا مشكلة حقيقية تمثلت في ابناء دارفور الموجودين داخل الحكومة من وزراء ووزراء دولة قد يكونون من منسوبي المؤتمر الوطني او شركاء حكومة الوحدة الوطنية ولكنهم محسوبون علي ابناء دارفور هذه مشكلة يمكن حلها عبر النصوص والتفاهم وهذه تتطلب المعالجة
ماهي اسباب الفشل في تحويل اعلان المبادئ الي نصوص ؟
هنالك عدة اسباب وراء الفشل في تحويل اعلان المبادئ لنصوص اهمها فشل الحركات وعدم استصحاب كل اهل دارفور في التفاوض كما اسهم الاتحاد الافريقي بسبب فشله كوسيط بين الحكومة والحركات وهنالك انشقاق الحركات وفقدان الثقة بينها و الحكومة التي وجدت في خلاف الحركات الفرصة للتراجع عن الكثر مما ورد في اعلان المبادئ
ماذا عن اليات التنفيذ التي تعتبر المحور الثالث للاتفاق ؟
حدث خلاف في النصوص وكان يمكن تلافيه عند التطبيقولكن للاسف الشديد فان اليات تنفيذ الاتفاق لم تناقش في ابوجا البتة وعندما عرضت الاتفاقية للموافقة عليها ادخل الاتحاد الافريقي بالتنسيق مع الحكومة وقيادات بعض الحركات - الذين لم يلتزموا بتوجهات الحركات – اليات تنفيذ ومع ان اليات التنفيذ في اتفاق نيفاشا كانت (86) صفحة ولم تكن اليات التنفيذ في نيفاشا اقل اهمية من نصوص الاتفاقية , ولاننا كنا مضطرين للحاق بالاتفاقية واخلص من ذلك الي ان للتباين الراهن اسبابه المنطقية
هنالك مخاوف من ان يتطور هذا التباين ليقصم ظهر ابوجا ؟
الاتفاقية لم تستجب لكل طموحات ورغبات اهل دارفور مما دفع البعض لعدم قبولها وكان يمكن معالجة الكثير من القصور عبر اليات التنفيذ , مثلا الاتفاقية ضمنتمستشار لرئيس الجمهورية ولكن لم تحدد الاتفاقية هل يكون من اهل دارفور بغض توجهه السياسي ام من الحركات وعند الوصول للاليات كان الاتفاق علي تخصيصه للحركات وهذا لم يحدث وكانت هنالك حالة من عدم الثقة بين الحكومة والحركات خاصة حركة مني فكان من الصعب معالجة القضايا الخلافية وعندما شعر المجتمع الدولي بهذا التباين بين الموقعين علي الاتفاقية تراجع عن تاييد الاتفاق رغم ان المجتمع الدولي كان قد هدد الحركات التي لم تلحق بابوجا باحالتها الي لاهاي وذلك عقب توقيع مني عليها كما تراجع المجتمع الدولي عن التزامه بعدم تعديل الاتفاقية
اذن تعترفون بان الموقعين علي ابوجا قد فشلوا في الدفاع عنها ؟
هذا صحيح فقد فشلت اطراف ابوجا مما دفع اهل دارفور لوصف الاتفاقية بانها ولدت ميتة ليرفع المجتمع الدولي يده ويطالب باعادة فتح الملف مرة اخري
هل كان للوجود الميداني اثره المباشر في وأد ابوجا ؟
هذا سبب رئيس لان التفاوض كان وفق الوجود الميداني للحركات وعدد الحاملين للسلاح والحكومة لم تفاوض الا بعد ان اقتنعت بان هنالك قوة قادرة علي القتال من اجل قسمة السلطة والثروة وبعد الانشقاقات الحادة التي حدث تباين في مراكز القوي مما دفع الحكومة لتغيير مواقفها كما ان الحكومة استغلت الضعف الميداني واستشهاد اعداد كبيرة من المقاتلين وفي ظل التحولات التي حدثت من خلال صعود عدد مقدر من القادة الميدانيين للمراكز القيادية بالحركات نتوقع ان تحقق سرت نجاحات ملموسة
يذهب البعض الي ان حركة التحرير جناح السلام التي تقودونها ما هي الا الواجهة السياسية للجنجويد ؟
ضحك مليا وقال : ( شخصيا انا احد القادة و السياسيين العرب الذين انضموا للاتفاقية واعتز بانتمائي للقبائل العربية ولتاكيد قومية هذه الحركات كان لابد لنا من الالتحاق بها خاصة في ظل تصاعد الاتهام لهذه الحركات بانها جاءت خصما علي القبائل العربية ولاننا ندرك ونؤمن بان توجه هذه الحركات لم يكن اثنيا فكان القرار بالانضمام لها , كما ان دخولنا كجناح سياسي وليس عسكري جاء بنتائج ايجابية ابطلت مفعول دعاوي البعض في الغرب الذي ذهب الي ان صراع دارفور ما هو الا تطهير عرقي بيد ان وجودنا كقبائل عربية اكد عدم صحة ذلك الادعاء المغرض
حركتنا ليست زراعا سياسيا للجنجويد نحن نرفض ذلك كما نرفض التصنيف بان هذا جنجويد وهذا تورا بورا فقضية دارفور قضية سياسية , صحيح اشيع بان هنالك جنجويد وتم الترويج لذلك بواسطة رموز بعض الحركات الذين اعتبرهم بمثابة الصقور الذين ظلوا يتهمون الجنجويد باشعال الحريق , ونحن في الاتفاقية رفضنا هذه المفردة (الجنجويد) وورد في الاتفاقية الوصف ( الذين يحملون السلاح ) وكان ذلك امرا مهما جدا , لقد ظل هنالك صراع علي الموارد وكان الصراع سجال فتارة ينتصر هؤلاء وتارة اولئك و علي ذكر الجنجويد فان عمر هذه المفردة يربو عن الخمسين عاما وكانت المفردة تطلق علي المتفلتين الذين لا ينتمون لقبيلة معينة .
حركتكم صنيعة انقاذية هدفت لترسيخ الصراع الاثني بدارفور ؟

وعاد محاوري للضحك واحسست انه يتعامل مع اتهامي كشر البلية ورغم ذلك لم اصل لغاياتي في استفذاذه لاخراج ما اريد من حديث .... بعد فترة صمت توجست ان يستمر طويلا عاد للرد علي سؤالي : ( لقد ظللت معارضا بالمهجر لاكثر من (15) عاما لم احمل السلاح ولكني قلت رأيي علنا وكتبته قي كافة الوسائط الاعلامية , كما انني لم اوقع علي الاتفاقية الا بعد شهر من توقيع الاخ مني اركوي الذي وقع الاتفاقية في مايو 2006 بينما وقعت في 30 يونيو 2006 ولو كنا صنيعة حكومة لوقعنا علي الاتفاقية قبل توقيع الاخ مني عليها واذا كان ثمة صنيعة حكومة فهو الاخ مني , عندما يريد البعض الاساءة لنا يقولون مثل ذلك .
ولكنك ملتق مع الحكومة ؟
نحن نلتقي مع الحكومة في التوجه نحو استتباب لسلام في ربوع دارفور ونلتقي معها في تنفيذ هذه الاتفاقية ونامل ان نتعاون في المرحلة لقادمة حتي ننفذ الاتفاقية بصورة افضل مما هي عليه الان .
تتحدثون بتفاؤل كبير كان حركتك هي الوحيدة التي بيدها مفاتيح القضية في ظل وجود شركاء اقوياء رافضين للسلام عبر ابوجا ؟
نحن كنا نختلف عن الاخرين منذ بدء التفاوض , كنا نري ان مشكلة د ارفور ما هي الا قضية سياسية تحل سياسيا في اطار حل كافة قضايا الدولة السودانية بمشاركة اهل الهامش كما تحل في اطار القضية الاجتماعية , تلك هي الاسس التي حملناها معنا في تنفيذ الاتفاقية وهي التي تعطينا قوة الدفع والامل يساعدنا في الوصول لغايتنا وضع معايير واسس لتقسيم الثروة والسلطة وفيما يتعلق بقسمة السلطة فقد عقد اجتماع لمسئولي ملف السلطة وبينهم ابو البشر ابكر وهو المسئول عن ملف قسمة الثروة بجناح عبدالواحد ومن جناح الاخ مني كان هنالك الدكتور التجاني بدر ومن جناح العدل والمساواة كان هنالك الكتور جبريل ابراهيم خليل وبعد ان انتهي هذا الثلاثي من التفاوض مع وفد الحكومة وقبل شهر من توقيع الاتفاقية جاءوا الينا وقالوا لنا لقد حققنا 95% من مطالب الحركات في مجال الثروة والسلطة ويشهد علي ذلك اللواء عبدالله علي صافي النور – الذي حضر الحوار – وقد ناديت باجتماع رسمي لممثلي الحركات الثلاث الذين كانوا ممسكين بالملف وتمت مناقشتهم واقنعونا بانهم لم يصلوا لرقم محدد في قسمة الثروة ولكنهم وضعوا الاسس والضوابط والمعايير لقسمة عادلة للثروة ليس لاهل دارفور فقط وانما لعموم اهل السودان وعليه جاءت موافقتنا علي ذلك المبدأ ومن غرائب الامور ان الثلاثي الذين تحدثوا عن تحقيق الانجاز باتوا معارضين فقد خرج بدر وابشر غادر الي لندن ليتحدث منها كل يوم عن فشل الاتفاقية فيما بقي جبريل مع العدل والمساواة
ماهي الحصيلة التي ححقتموها اذن ؟
نحن لم نحصل علي شيئ بالارقام , لكن ماتم في مجال قسمة الثروة وفقا للممسكين فقد حققوا 95% من الاهداف بالنسبة لقسمة السلطة فقد تحقق الكثر و نظرة لابناء دارفور علي مستوي الولايات الثلات ولاة ووزراء ومعتمدين تؤكد تحقيق الكثير مع مراعاة انه لا يمكننا تغيير الكثير فهؤلاء غض انتماؤهم السياسي ابناء دارفور وعليه فان وصف الاتفاقية بانها لم تحقق شيئ غير صحيح كما ان المكسب الحقيقي يتمثل في التفاف ابناء دارفور وفي ظل وجود المشروعات والخطط الجاهزة يبقي التاؤل بالغد الافضل خاصة في ظل امكانية الحصول علي التمويل الذي يمكننا من اقامة المشروعات .
المتابع للنشاط السياسي للسيد مني يراه متراجعا مما يعني بوجود مخاطر اانقلاب الشركاء علي ابوجا ؟

اذن تريدني ان اتحدث عن الاخ مني كرئيس لحركة وليس كرئيس للسلطة الاتنقالية لاقليم دارفور فحركة التحرير ومنذ حضورها للخرطوم وانخراط عناصرها في الجهازين التشريعي والتنفيذي الا انهالم تكن مقتنعة تماما بان هذه الاتفاقية هي الافضل مما كان يمكنها الحصول عليه لذلك لم تدافع ابدا عن الاتفاقية بل علي العكس اذ هنالك صقور من حركة مني يرفضون هذه الاتفاقية واتفق مع القول السائد في انهم يغازلون الحركات التي لم توقع وهذا سبب اساسي للعجز عن تنفيذ الاتفاقية بصورة افضل لو كان هنالك حرصا علي الاتفاقية لحققنا الكثير , سرت ما جاءت الا بعد الفشل عن تنفيذ الاتفاقة

ليست هناك تعليقات: