الثلاثاء، 15 يوليو 2008

أبراج الضغط العالي بين البـراءة والادانة



تحقيق بله علي عمرشُغلت الاوساط العلمية والاعلامية خلال الاسابيع الماضية بالحديث عن المخاطر الصحية الناجمة عن المجال المغنطيسي لابراج الضغط العالي وآثاره الصحية التي يرى البعض انها تصل في بعض الحالات للاصابة باللوكيميا وهي مرض سرطان الدم بين الاطفال كما ان بعض منتقدي المشروع يرون ان مخاطره تتجاوز شبهة العرضة للسرطان الى ان الابراج باتت تهدد الحركة المرورية ل

قربها من الشوارع التي ظلت ضيقة.الصحافة تقصيا للامر حاولت الاتصال بالجهات المعنية كما عمدت للاستفادة من الشبكة المعلوماتية وكان التحقيق التالي:المشكلة وين:؟يستند منتقدي المشروع الذي سموه بمشروع رؤوس الشياطين في وجود مخاطر صحية ناجمةعن المجالات المغنطيسية لابراج الضغط العالي خاصة ان المخاطر تزداد كلما زادت قوة وحمولة الخط الناقل لتتعرض الاعصاب والعضلات والقلب والبصر لمخاطر تتجاوز ذلك الى اضعاف الذاكرة كما يؤدى التعرض للمجال المغنطيسي الى حدوث تغيير في العمليات الفيزيولوجية في جسم الانسان.ويضيف دكتور محمدصديق اخصائي امراض الدم الى ان هنالك دراسات اجريت في الولايات المتحدة والمملكة ا لمتحدة والدول الاسكندنافية وفرنسا اشارت الى ان المجال المغنطيسي لخطوط الضغط العالي من العوامل المحتملة ان تسبب السرطان ووجدت هذه الدراسات ثمة علاقة بين امراض السرطان والسكن بالقرب من المجال الكهرومغنطيسي مثل امراض سرطان الدم عند الاطفال واشارت البحوث الى ثبوت زيادة الاصابة بالسرطان بين الاطفال الذين يسكنون تحت خطوط الضغط العالي عن رصفائهم الآخرين بنسبة تصل في بعض الاحيان الى الضعف كما ثبت ان العاملين في الوظائف ذات الصلة بالمجال المغنطيسي اكثرعرضة للاصابة بسرطان الدماغ.بين السرطان والمجال المغنطيسيهيئة الخدمات العامة بولاية نيويورك طالبت ادارتي الكهرباء والصحة بالولاية اعداد دراسة بحثية لمعرفة ما اذا كان هنالك خطر على صحة الانسان ناجم عن المجالات الكهرومغنطيسية عن خطوط الكهرباء المعلقة وقد تم اختيار عدد من العلماء والخبراء لتقييم بحوث علمية وكان اهم التقارير ذلك الذي اعده دكتور ديفيد سافنر اخصائي علوم الاوبئة في كلية الطب جامعة كلورادو حيث اكد وجود علاقة فورية بين اللوكيمياء والمجال المغنطيسي لتخرج توصية اللجنة باحتمال وجود علاقة ترابطية بين المجالات المغنطيسة وبعض انواع السرطانات وترتب على ذلك ان صدرت محاذير من الحكومة الامريكية الزمت شركات الكهرباء بوضع خطوط الضغط العالي وفق مواصفة ولاية مونتانا الامريكية وهي مترواحد للكيلو اي 110 مترا بعدا عن المناطق السكنية و7 كيلو فولت للمتر الواحد في التقاطعات وان يكون الحد الادنى 20 مترا.ودراسة إنجليزيةمجموعة اوكسفورد لابحاث سرطانات الاطفال ظلت تجري ابحاثها شملت 300 طفل مريضا باللوكيميا في الفترة 62 - 1995 ووصلت لنتائج بحثها قبل 3 سنوات ونشر في سبتمبر الماضي افادت انه يتضاعف خطر الاصابة باللوكيمياء عند السكن في مسافة لاتزيد عن 100 متر عن ابراج الضغط العالي وان النسبة تبلغ 2 - 1 مقارنة مع الاطفال القاطنين بعيدا عن هذه الخطوط.تعاقدت البحرية الامريكية لمشروع في 1973 مع بعض العلماء لمراجعة دراسات الآثار البيولوجية للمجالات الكهرومغنطيسة جاء التقرير عكس ما أرادت البحرية فقداشار التقرير لآثار صحية خطيرة للحيوانات التي تم تعريضها للمجالات الكهرومغنطيسة.ويشير د. ياسر اختصاصي الكهرباء الحيوية لدور المجالات الكهرومغنطيسة الضعيفة عندما يتعرض لها الانسان لفترات طويلة فانها تسارع في عملية تسمى (ماتيوس) وهي العملية الاساسية في سرطنة الخلايا.تقرير وكالة حماية البيئة الأمريكييقول عادل محمد علي الجمعية السودانية لحماية البيئة استجابة لضغط من الكونغرس الامريكي فقد شرعت وكالة حماية البيئة في تجميع الدراسات والمعلومات عن آثار المجال الكهرومغنطيسي على صحةالانسان وقدتأخر نشرهذه الدراسات مما دفع دكتور ديفيد بيليس احدالمشاركين في الدراسة بتسريبها للصحف لخطورة المجال المغنطيسي على صحة الانسان خاصة وانه تسبب لسرطان الاطفال.حالة السودانيقول حافظ العبيد سكرتير الجمعية السودانية لحماية البيئة انه في اعقاب تشييد ابراج الضغط العالي ودخولها لوسط العاصمة فقد اصدر وزير البيئة والتنمية العمرانية القرار الوزاري رقم 5 لسنة 2004 29/1 2004 بتكوين لجنة تعني برصد الآثار البيئة والصحية للخط 110 ومراجعة خطوط الضغط الاخرى.وقدوقفت اللجنة على مجموعة من الحقائق منها ان هذه الابراج قريبة جدا من المنازل وتصل المسافة في بعض الاحيان 12 متر (شارع عبدالله الطيب) و13 مترا هي مسافة الاسلاك عن المنازل بشارع عبيد ختم وان المسافة بين حافة الاسفلت والابراج تصل الى المسافة صفر في بعض الحالات مما يهدد عند اصطدام لاي حافلة بالبرج لحدوث كارثة صحية لايعلم مداها الا الله كما تنخفض اسلاك الابراج بصورة تهدد سلامة الشاحنات وذلك بشارع افريقيا وقد حذرت اللجنة في تقريرها للوزير من مغبة تجاهل الابعاد الصحية والمرورية لخطوط الضغط العالي وان عدم وجود مواصفة عالمية لمسافة الحزام الآمن لا يعني تعريض حياة المواطنين واملاكهم للخطر واوصت اللجنة بابعاد الابراج عن الطريق لمسافة لا تقل عن 20 مترا مع التأكيد على وجود مخاطر للمجال الكهرومغنطيسي على صحة الانسان.الأبراج في مجلس الوزراءوعلى مستوى مجلس الوزراء فقد شكل قطاع الخدمات لجنة دراسة الحرم الآمن برئاسة وزير الري وقد تقدمت هذه اللجنة بتوصياتها لقطاع الخدمات بعد 3 جلسات اطلعت خلالها على مقاييس الهيئة العالمية للكهرباء التي تعتمدها وزارة الكهرباء وبعد الاتصال ببعض الجهات اصدرت اللجنة قرارها بالاستمرار في العمل في الخط الناقل وان ما أثير حول الخط يشير الى أهمية التحوط للمستقبل في تنفيذ الخطوط الناقلة والتأكيد على أهمية الالتزام برأى المجلس الاعلى للبيئة والجهات الأخرى ذات الاختصاص قبل تنفيذ المشروعات.ختاماً:رغم اهمية مشروعات الكهرباء لكن يبقى ضرورة مراجعة ما وصلت اليه لجنة قطاع الخدمات التي لم تشر الى ضرورة مراجعة المسافات والخلل من اقتراب الابراج من المساكن بصورة تصل الى اقل من 12 في بعض الاحيان. ذلك بدلا عن الالتفاف ومطالب الوزارة استصحاب المجلس الاعلى في المشروعات المقبلة.كما ان هنالك همس من أن لجنة الخدمات قد تجاهلت رأى اعضائها من العلماء والمختصين الذين كان لهم رأى واضح يتمثل في الالتزام بالمواصفة المعمول بها حول العالم 1 متر لكل 1 كيلو لضمان سلامة المواطنين.

ليست هناك تعليقات: