الأحد، 13 يوليو 2008

الميزانية بعض الستر اما استمرار المعاناة ؟

تقرير : بله علي عمربعد اجازتها من قبل مجلس الوزراء، انتقلت موازنة العام 2007م الى المجلس الوطني بغية الحصول علي اجازتها بواسطة الجهاز التشريعي تمهيدا لانفاذها منذ الاول من يناير القادم , الميزانية التي بلغت 2358.8 مليار دينارخصصت للحكومة المركزية 1460.3 مليار دينار ولحكومة الجنوب 296.2 مليار دينار، فيما جاء نصيب الولايات الشمالية 522.3 مليار دينار بنسبة 28.6 % . وتعتمد الموازنة مبلغ 50.9% للايرادات البترولية و49.1 للايردات غير البترولية .ابرز ملامح الموازنة زيادة الاجور بنسبة 5% واستيعاب 17 ألف خريج منهم 15 ألف في الولايات و2 ألف في المركز، بجانب تحسين المعاشات ، ودعم الكهرباء في الريف وفقا لوزير المالية الزبير احمد الحسن الذي كشف ان الموارد المخصصة للتنمية الاتحادية قد بلغت 394 مليار دينار مقارنة بـ 365 مليار دينار للعام الماضي، وأن اجمالي الايرادات المحققة 1824.6 مليار دينار تم الاتفاق علي أن يكون 55.2 منها للحكومة الاتحادية، 44.8 للولايات الجنوبية و 16.2 للجنوب و28.6 للحكومة الشمالية ، وسيتم تمويل مشروعات التنمية المحلية والتركيز على النفرة الزراعية والتمويل الزراعي، واعفاء الصادرات من ضريبة الخصم والاضافة، اضافة لمكتسبات اخريجيما نونو كومبا، رئيسة اللجنة الاقتصادية، تحدثت "للصحافة" عن الميزانية واصفة اطارها العام بأنه جاء جيدا ولكنها قالت انه يتطلب الوقوف عنده بشيء من التفصيل واضافت ان اللجنة الاقتصادية خضعت لسلسلة اجتماعات لمناقشة السمات العامة بغية مناقشتها مع وزير المالية ومساعديه. واضافت السيدة جيما نونوان هنالك العديد من الاستفهامات تحتاج لاجابات من السيد الوزير، وعلي سبيل المثال فإن المشروعات القومية تحتاج للتعريف وآلية للتوزيع ، وهنالك ما يسمي بدعم الوقود. من حق المواطن ان يعرف كم من الاموال تدفع دعما للوقود؟ وتابعت نريد خطة واضحة لسياسة رفع الدعم التي تتبناها الحكومة واثر ذلك علي الشرائح الفقيرة وقطاع صغار المزارعين ، خاصة ان دعم البترول لا يذهب لهذه الشرائح واضافت: اذا كانت الدولة تريد التوجه نحو ازالة الدعم فالمطلوب ان توجه هذه الاموال لدعم الشرائح الاجتماعية الفقيرة، وان يتلمس المواطن ذلك في ترقية الخدمات الصحية والتعليمية ومياه الشرب.وقال عثمان عمر الشريف القيادي الاتحادي المعروف"للصحافة" امس ان الميزانية جاءت في ظروف يشكل فيها الامن ومستحقات السلام القدر المعلي من اوجه الصرف واضاف انه ورغم ذلك نجدها اهتمت بتشخيص المشكلة الاجتماعية التي انعكس عليها الفقر، وقد باتت ترزح تحته شرائح اجتماعية عريضة . ومضى الى القول ان الموازنة وضعت حلولا لمواجهة هذه القضية ولكنها دون الطموح غير ان الشريف عاد للقول ان الموازنة لا تحمل اية بوادر لتخفيف الاعباء الملقاة علي المواطن، بل شملت ضرائب ووسائل لصيقة بالمواطن مثل المواصلات فزيادة الضرائب علي قطاع المواصلات تنعكس مباشرة علي المواطن، كما ان نسبة الزيادة في الاجور لن تكون مناسبة للزيادات المتوقعة فرونيكالويس رنزي، من الحركة الشعبية وصفت موازنة العام 2007 بأنها جاءت طموحة وفاقت شبيهاتها للسنوات الماضية من حيث الاهتمام بالخدمات الاجتماعية واضافت "للصحافة" لا احسب انها ستكون ذات جدوي اذا لم يحس بها المواطن من خلال ترقية الخدمات في مجالات الصحة والتعليم، ومن خلال رفع مستوي المعيشة والحد من الفقر.ومن ابرز سلبيات الموازنة انها لم توجه للولايات الموارد المادية التي تجعلها اكثر جاذبية لسكان لريف الذين انتقلوا للعيش في هامش المدن، وعليه فالمطلوب اعادة ترتيب الاولويات من خلال تمكين الولايات من تقديم الخدمات لسكان الريف. ذات الرؤية ذهبت اليهامقبولة جبريل - حركة شعبية جنوب كردفان قالت "للصحافة" امس ان الاهتمام بالولايات جاء ضعيفا خاصة ان الدولة تحدثت عن توجهها للريف، كما ان المبالغ التي رصدتها الميزانية للعودة غير كافية واضافت ان مجالات ازالة الالغام لم توجه لها اية مبالغ مما يعني ان الدولة تركت امر ازالتها للمنظمات العاملة في هذا المجال، كما ان الميزانية تجاهلت توجية اية مبالغ لمعالجة ظاهرة اطفال الشوارع و قالت انه وبالنسبة لتوظيف الخريجين فقد رصدت الموازنة (17) الف وظيفة دون التطرق للحديث عن الاعداد التي اشارت لها ميزانية العام الماضي، اذ كان يجب تسليط الضوء على تجربة العام الماضي والاعداد الفعلية التي تم استيعابها .وفي مجال تنمية القطاع الزراعي قالت فرونيكا لويس رنزي ان الميزانية ركزت علي تأهيل القطاع دون استصحاب تدريب المزارعين خاصة انهم باتوا يتعاملون مع كيماويات تحتاج لتعامل خاص حتي لا يأتي استخدامها بصورة تؤثر سلبا علي الصحة العامة، فيما ذكر عثمان عمر الشريف ان الميزانية لم تركز علي اعادة الحياة والاعمار للمشاريع الزراعية الاستراتيجية في الجزيرة والنيلين الابيض والازرق والنيل الرئيسي، خاصة ان هذه المشاريع تواجه بمشكلة ارتفاع تكاليف الانتاج ومهدداته من افات وحشرات وغيره بصورة باتت تهدد هذا القطاع. وقال العمدة رحمة المولي نائب دائرة العزازي"للصحافة" ان الميزانية ورغم مجيئها في وقت يواجه فيه السودان ضغوطا خارجية عديدة، الا انها وفرت موارد ضخمة لصناديق اعمار الجنوب والغرب والشرق لكن اهتمامها بالقطاع الزراعي كان محدودا، خاصة ان الدولة تعول علي هذا القطاع في مواجهة الفقر .مرزوق الشيخ موسي، النائب البرلماني قال ان الموازنة تجاهلت رصد اية مبالغ مالية لقطاع الذكر والذاكرين الذ يضم قطاع الخلاوي والمدارس القرانية، والتي تعتبر اساس البناء الاجتماعي، ووافقه علي ذلك نزار الجيلي المكاشفي الذي اضاف ان الموازنة تجاهلت مشروعا قوميا حيويا وهو مشروع هضبة المناقل والذي ظلت الدولة تبشر به باعتباره احد اهم مشروعات مناهضة الفقر لمنطقة ذات كثافة سكانية عالية، ظلت تنتظر الدولة لاقامة هذا المشروع. وحول الاعتماد علي عائدات النفط دون غيره حذر عثمان عمر الشريف من المخاطر التي يمكن ان يتأثر بها الحراك الاقتصادي حال حدوث انهيار في اسعار النفط خاصة ان البديل غير متاح الا اذا اضطرت الدولة الي فرض المزيد من الجبايات والرسوم علي القطاعات الاخري، مما ينعكس سلبا علي مستوي المعيشة ، فيما تباينت آراء البعض حول نسبة الزيادة التي تضمنتها الموازنة في زيادة المرتبات، فبينما اشاد البعض بالنسبة باعتبار انها محدودة وذات اثر ايجابي، خاصة ان الزيادة الكبري يمكن ان تؤدي لزيادة الاسعار لتكون نهاية ذلك ارتفاع معدلات التضخم، يري اخرون ان الزيادة لن تكون في حجم الزيادة المرتقبة في اسعار السلع.خارج المجلس الوطني التقيت الخبير الاقتصادي الدكتورمحمد التجاني الذي قال "للصحافة" انه كان يتوقع للموازنة ان تأتي تقليدية في ظل الاحداث الماثلة في دارفور ومتطلبات السلام ،رغم ذلك فقد احتوت علي مؤشرات ايجابية مثل عدالة توزيع الموارد والاهتمام بالريف، ولكن هناك بعض الملاحظات منها ان السبيل لمواجهة الفقر هو توسيع قاعدة الانتاج والذي ظللنا نطالب به ولكن الظروف المحيطة بالبلاد ربما دفعت واضعي الميزانية لتجاهل التركيز علي محاربة الفقر في الوقت الراهن.وهكذا يمكننا في ختام هذه الوقفة ان نخلص الي ان الموازنة لهذا العام جاءت تحمل العديد من المؤشرات الايجابية، ويمكن القول انها ستكون المدخل لحقبة جديدة تنعكس فيها الوفرة وزيادة الانتاج بصور ة ايجابية علي كافة الشرائح الاجتماعية، شريطة ان تعمد الدولة الي ايقاف نزيف دارفور هذا الجرح الغائر في جسد الوطن حتي ننعم بريع هذه الموارد التي تزخر بها البلاد.

ليست هناك تعليقات: