الأحد، 13 يوليو 2008

الاقطان تسلك اقصر السبل لتجفيف رزاعة الذهب الابيض!


الخرطوم : بله علي عمركان الواجب المهني قد حتم علينا ان ننقل بالامس المؤتمر الصحفي للدكتور عابدين محمد علي المدير العام لشركة الاقطان بلا تعليق، ونعود اليوم لما اثاره مدير الاقطان خاصة ان الامر يتعلق بانتاج محصول رئيسي ظل قبيل مجئ ادارة الشركة الحالية اهم منتج، له ابعاده الاقتصادية والاجتماعية بل يظل القطن احد ركائز السلام الاجتماعي بمناطق واسعة ذات ثقل سكاني كثيف، وقبيل ان نقف عند مردود ونتائج المؤتمر الصحفي لمدير الاقطان نشير الي بعض الحقائق و هي ان انتاج البلاد من القطن كان عند استلام الشركة وادارتها الحالية اكثر من «600 » ألف بالة تراجعت الي النصف كما جاء باعتراف المدير، وتعود اسباب تراجع الاقطان الي فشل الشركة فى توفير التمويل الذي ظلت تقوم به في الحقب السابقة لاعداد الارض و تقديم سلفيات الزراعة والكديب والشلخ والطراد ولقيط الاقطان واعمال ازالة سيقان القطن وحرقها ، بل ان الشركة فشلت في صرف استحقاقات المزارعين في المواقيت التي تمكنهم من الايفاء بالتزاماتهم في ميقات مناسب ، كما فشلت الشركة في ترحيل الاقطان من محطات التجميع للمحالج، وتركتها تحت اشعة الشمس لفترات طويلة ولا عجب ان ارتفعت نسبة الشوائب والاتربة في الاقطان.المهندس عمر عبدالرحيم احمد ، من قيادات اتحاد المزارعين تحدث لـ «الصحافة» مؤكدا ان السياسات السالبة لشركة الاقطان انعكست علي الانتاجية والمنتجين، بدليل ان المزارعين بالجزيرة - التي ظلت من اكبر مزارع الاقطان بالعالم - قد رفضوا زراعة القطن كما تراجعت المساحة هذا العام الي اقل من «90» ألف فدان بدلا عن مئات الالاف التي ظلت تزرع بالمشروع قبل مجئ الادارة الحالية ، ومضي عمر للقول ان ادارة الاقطان باتت لا تبالي بانتاج اقطان خالية من الامراض، بدليل انها تتفرج علي سيقان الاقطان التي تسبب مرض الساق الاسود، وكيف للمزارع ان يتكبد اعباء القليع ، علما ان بعض المزارعين لم ينالوا حقوقهم الا قبل ايام، فقد كان علي مدير الاقطان توفير سلفيات ازالة المخلفات لا التباكي والاسف علي وجودها .من جانبه، انتقد مساعد الصديق، من المكتب التنفيذي لاتحاد المزارعين بقسم المكاشفي، سياسات شركة الاقطان، مؤكدا انها جزء من أزمة الانتاج، مطالبا اتحاد مزارعي الجزيرة بايجاد ذراع خاص يعني بالبحث عن سبل التمويل والتسويق خاصة ان الجزيرة غنية بالكوادر العلمية المؤهلة والخبيرة بانتاج وتسويق القطن خاصة بعد الفشل الذريع لشركة الاقطان، التي وصفها بانها انتهجت سياسات تجفيف المحصول بدليل ان جملة المساحات المستزرعة من بين المليوني فدان لا تتجاوز «80» ألف فدان، علما ان المليوني فدان وتزيد من مساحة المشروع استهدفت بها زراعة الاقطان، مؤكدا ان النهج الذي تتبعه هذه الشركة سيتجاوز مردوده الاقتصاد للسلام الاجتماعي.من جهته، قال عدلان محمود عدلان امين المال بالاتحاد الفرعي قسم المكاشفي «عندما سمعنا بالمؤتمر الصحفي لشركة الاقطان كنا نتوقع ان تتقدم ادارتها بالاستقالة الجماعية للادارة التنفيذية ومجلس الادارة بسبب الفشل الذريع والذي لا يحتاج تلمسه لعظيم جهد ، فالانتاج الذي كان يتجاوز المليون وثلاثمائة ألف بالة بات اليوم في حدود «300» ألف فقط، والمليون فدان التي كانت تزرع قطنا ناصع البياض يسر العين تراجعت الي «86» ألف فدان، وباتت الشركة عاجزة عن صرف استحقاق المزارع في وقت مبكر، واذا كان مدير الاقطان يبشرنا بقدرته المادية فلماذا لم يقم بتقديم سلفيات عمليات الازالة .. فازالة السيقان اخطر من تحديث المحالج واهم من المبيدات كما يقول اهل الرؤي والبحوث ، ان الشركة التي فشلت في تقديم حبيبات مكافحة البلهارسيا وسط المنتجين لا نتوقع منها خيرا، وقال عدلان لاندري متي تتدخل وزارة الزراعة والدولة لحماية القطن والمزارعين من هذا الغول الذي يسمي شركة الاقطان. المهندس عمر عبدالرحيم انتقد حديث مدير الاقطان الخاص باللبس الذي حدث للمزارعين والخاص بالحرية في اختيار المحاصيل ، قائلا : « لم تشر اي ابحاث علمية لوجود ما يمنع زراعة البامية بجوار القطن او غيرهما من محاصيل، وعلي مدير الشركة ان يعمد لتشخيص الاسباب الحقيقية التي دفعت الناس لمقاطعة زراعة القطن، وقبل ذلك كان عليه ان يشخص اسباب هذا التراجع المخل في انتاج الاقطان في عهده ، كما ان عليه القيام بدور واضح بالقرب من الغيط توعية وبحثا علميا وتوفيرا لتمويل العملية الانتاجية.

ليست هناك تعليقات: