الثلاثاء، 15 يوليو 2008

القمح في الجزيرة ... الاقبال تجاوز المساحات المقترحة !


السياسات دفعت المزارعين للزراعة .... ومرحلة النمو مبشرة
العينات الجديدة ممتازة وتمكن من توطين القمح بالمشروع
تحقيق : بله علي عمر
بدات زراعة محصول القمح بمشروع الجزيرة في الموسم الزراعي 1976 وذلك بعد التاكد من ملائمة الظروف المناخية لزراعته وفقا لنتائج البحوث التي اوصت بامكانية انتاج القمح كمحصول شتوي جنوب الخرطوم . وقد تم ال اصناف المحسنة
استنباط اصناف تلائم زراعته تمثلت في كندور – دبيرة – وادي النيل – النيلين حيث حققت انتاجية خلال المواسم الماضية وصلت الي 20 جوال للفدان لتؤكد عدم صحة مقولة عدم موائمة بيئة الجزيرة لانتاج القمح وهذه الانتاجية شجعت الباحثين لاستنباط اصناف جديدة ذات انتاجية اعلى وفترة نضج اقل فكان استنباط ارقين – امام – تقانة – خليفة وهي ذات خصائص ومميزات ممتازة . ليتواصل اهتمام الدولة بهذا المحصول باعتباره محصولا استراتيجيا لعدة اسباب من اهمها ان القمح صار سلعة استراتيجية تشكل محور العلاقات الدولية للمواطن في الاونة الاخيرة جعل الطلب الاستهلاكي عليه يتزايد يوما بعد يوم هذا الي جانب ان استيراده يكلف خزينة الدولة موارد كبيرة من النقد الاجنبي ولكل هذه الاسباب جاءات السياسات التشجيعية لزراعة القمح والتوسع في المساحات المزروعة لتقليل الفجوة بين الانتاج المحلي والاستهلاك من القمح المستورد وقد تضمنت هذه السياسات وضع سعر تركيزي للمزارعين لتحفيزهم لزراعة المحصول وقد التزمت الدولة هذا الموسم بتوفير التمويل اللازم للتحضير حتي مرحلة الحصاد كما كان لاعلان السعر مبكرا الاثر الواضح في اقبال المزارع على زراعة القمح وفي مساحات واسعة .
في الفترة الاخيرة صدرت العديد من التقارير التي حذرت من امكانية حدوث حالة من الجفاف والندرة في انتاج الحبوب ببعض المناطق حول العالم وورد اسم السودان علي صدر هذه التقارير والتي ابرزها تقرير منظمة الزراعة والاغذية العالمية ( الفاو) مما دفعنا لتلمس قدراتنا في مجال انتاج الغذاء وكانت البداية من مشروع الجزيرة حيث سبق لهذه الرقعة من ارضنا الزراعية ان اسهمت في درء سنوات عجاف في اواخر القرن الماضي
ومما دفعنا للتحقيق في شان القمح بالجزيرة ما تردد حول رفض بعض المزارعين زراعة القمح بدعوي عدم وصول المدخلات قبل وقت كاف بعدد من الاقسام اهمها قسم المسلمية .
زيارة ( الصحافة ) ابان عطلة عيد الاضحي المبارك مكنتها من الوقوف علي الواقع والالتقاء بالمعنيين من مزارعين ومدراء اقسام يقول السيد عوض الجيد الزبير مدير قسم المسلمية الزراعي انه لا يوجد احجام عن زراعة القمح بقسم المسلمية بل اقبال متزايد وتوسع في حجم المساحات المستزرعة هذا الموسم حيث كانت المساحات المقترحة 28.085 فدان كاعلى نسبة زراعة منذ تاسيس القسم تمت حتى الان وتم التنفيذ بنسبة بلغت 100% .. وقد بدانا التحضيرات من حرث وحفر وقد تمت بصورة طيبة وكان للسياسات المعلنة ودخول شركة شيكان للتامين كمؤمن للمحصول اثره الواضح في الاستجابة الكبيرة . واكد مدير قسم المسلمية ان مساحات القمح بهذا القسم ظلت في ارتفاع حيث بلغت المساحات للموسم 2005م 16 الف فدان ووصلت في الموسم الماضي الي 19 الف فدان بينما قفزت للموسم الحالي الي 28.085 الف فدان وتشير التوقعات لارتفاع الانتاجية .
احد المزارعين الذين التقيناهم بالغيط نفي بشدة احجام مزارعي القسم عن زراعة محصول القمح لهذا الموسم مؤكدا ان البداية الفعلية لزراعته تعتبر طيبة وامن على اهتمام المزارعين به لانه اصبح يمثل محصولا استراتيجيا وان التوسع في زراعته وزيادة انتاجيته لتحقيق ارباح تزيد دخل الاسرة كما تدعم اهداف التنمية الاقتصادية الزراعية .
تاج الدين علي الشفيع مزارع بقسم المسلمية بتفتيش ود البر ابدى ملاحظة هامة تمثلت في تاخير صرف ارباح المزارعين الموسم الماضي وقال ان المزارع قد اضطر لدفع فرق الترحيل عن كل جوال يرحل الي المخازن الي جانب دفع تكلفة خياطة الجوالات و هذه المبالغ تنعكس على ارباح المزارع . وحول الموسم الحالي اكد حدوث التاخير في تحضير وحرث الارض بتفتيش ود البر مما ادى الي زيادة توالد الحشائش والطفيليات , كما ان الحفر في بعض المساحات لم يتم بالصورة المطلوبة رغم تحمل المزارع لنفقاته وكذلك اصرار بعض متعهدي ترحيل السماد على دفع فرق الترحيل وفي هذا خرق للشروط المتعاقد عليها..
بالقسم الوسط منطقة رى درويش التقينا الفاتح يوسف مزارع والذي تحدث قائلا تجاوزنا مرحلة الزراعة وانتهينا من (الرية) الاولى والتقاوى كانت جيدة وخالية من الشوائب ولكن تأخرت الاسمدة قليلا خاصة سماد اليوريا لمسائل تتعلق بالترحيل وحول الاسعار يؤكد ان السعر التركيزى يعود على المزارع ببعض الفوائد رغم ان الاتحاد ترك لنا حرية البيع لمن دفع اكثر .
اما صباح الخير عبد الجبار بمنطقة درويش فيري ان الزراعة تاخرت بعض الشئ ولكن بصورة لم تلحق ضررا بالمحصول الا ان التحضيرات تمت منذ وقت مبكر ونطمع فى تحسن الاسعار هذا الموسم لارتفاع سعر القمح عالميا ... صلاح محمد عيسى مزارع بمنطقة درويش يؤكد بانه لاتوجد مشاكل فى الاسمدة وناشد الدولة بصرف استحقاقات المزارعين بنهاية الموسم مباشرة ..
وفى قسم الحوش تحدث (للصحافة ) محمد توم ابراهيم مدير قسم الحوش الذى قال ان كل المساحات المقترحة والبالغة 14149 فدان قد تم تحضيرها بنسبة بلغت 100 % وتمت زراعتها بنسبة 95 % حيث اكد وصول التقاوى والسماد فى الوقت المناسب والان تم رى المحصول فى المساحات التى زرعت وان الاقبال كبير على الزراعة و تلقت ادارة القسم الطلبات من المزارعين بزيادة مساحات اضافية ..
قسم السيد المامون عضو الاتحاد الفرعى لمزاعى قسم الحوش اكد ان التحضير كان جيدا وان الزراعة قد غطت كل المساحات التى تم تحضيرها وليس هنالك مشاكل تواجه الموسم .. فيما اكد عصام محمد احمد مزراع بتفتيش ود العطايا قسم الحوش ان هنالك اقبالا على زراعة القمح هذا الموسم بسبب السياسات التى اعلنتها الدولة لتحفيز المزارع ... فيما ابدي خضر هجو المزارع بتفتيش الرميتاب قسم الحوش بعض الملاحظات حول عدم نظافة القنوات من الشجر والاعشاب المائية بمنطقة رى الرميتاب اضافة لعدم اكتمال التقاوى المطلوبة حتى الان .. فيما اشاد الطيب احمد الفضل مزارع بتفتيش ودنعمان قسم الحوش بوصول التقاوى والسماد فى المواعيد وقال : (تم ري المساحات المزروعة والزراعة تسير بصورة جيدة )...وتحدث محمد توم هجو مزارع بتفتيش الحوش عن مشكلة نظافة االقنوات من الاعشاب المائية التي تمنع انسياب المياه من الترع .
المهندس عمر عبدالرحيم احمد عضو المكتب التنفيذ لاتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل واحد القيادات الشابة بين المزارعين فقد اكد ان المزارع بات يولي اهتمامه بالعملية الانتاجية خاصة في ظل المكاسب العديدة التي تحققت سواء عبر سياسات الدولة المشجعة او غيرها وبات يسعي لزيادة دخله حتي يتمكن من الايفاء باحتياجاته وعليه فقد جاء تجاوب المزارعين مع زراعة القمح بمثابة الاستفتاء باجازة ومباركة السيسات الخاصة بالقمح وعبر الهاتف حدثني العمدة رحمة المولي القيادي البارز بقسم التحاميد بامتداد المناقل والذي اكد ان السياسات الجديدة تجاه القمح دفعت المزارعين للتسابق لزراعة القمح كما ان العينات الجديدة التي استنبطها علماء هيئة البحوث الزراعية لا تجع المرء يقف عند قابليتها فقط وانما القول بانها تمكن من توطين القمح بالجزيرة خاصة في ظل التقارير التي تشير الي ان السودان مقبل علي مرحلة من الجفاف اما
... ولما كانت الزراعة مواقيت ولحساسية نمو هذا المحصول لابد من الجهات المسئولة والمزارعين الاهتمام بالزمن الموصى عليه من قبل هيئة البحوث الزراعية والحرص على الزراعة فى التاريخ المحدد لها ... ولذلك التقت الصحافة الدكتور عزت سيد احمد اخصائى تربية القمح بهيئة البحوث والتقانة الزراعية الذي اكد ان لكل محصول موسم زراعى تحدده الظروف البيئية السائدة فى المنطقة وبما ان القمح فى السودان تقدر فترة النموء مابين 85 – 100 يوم وتتم زراعته خلال موسم الشتاء القصير الذى تمثل من 90 – 100 لابد من الاستفادة القصوى من هذة الفترة التى يكون الجو فيها باردا .. واكد ان انسب المواعيد لزراعته بمناطق الوسط هى الفترة من 12 – 26 نوفمبر بصورة اساسية فى الجزيرة .. وقال ان الزراعة فى هذا التاريخ يجنب المحصول الدخول فى فترة ارتفاع الحرارة فى شهر مارس اى قبل فترة امتلاء الحبوب التى تحتاج للبرودة . واي تاخير في الزراعة مصحوب بارتفاع من درجات الحرارة يعرض المحصول لفقدان في الانتاجية بدرجة 15% وقد تصل الي 60% واضاف دكتور عزت واذا حدث تاخير منف الافضل زراعة اصناف مبكرة النضج علي ان لا يكون هذة التاخير مطلقا مضيفا ان الهئية استنطبت مؤخرا اصنافا جديدة في الصنف بوطين الذي يتميز بالنضج المبكر وقد تمت زراعتة في مساحة 100فدان بالمشروع لاول مرة بمساحات اكبر هذا الموسم وتوقع الاستفادة من هذة التقاوي في التوسع المواسم القادمة واشار خبير انتاج القمح الي الانتاجية العالية التي بلغت باحد حقول المزارعين بالنيل الابيض 22 جوالا للفدان ..اما الصنف خليفة متوسط النضج فانه يتحمل درجات الحرارة العالية في اول الموسم بتميز عن الاصناف الاخري بجانب انتاجيته العالية وخصائصه جيدة في عمل الخبز والصنف تقانة يتميز بتحمل ارتفاع الحرارة في اول الموسم ويحتاج لموسم طويل نسبيا جيد النوعية في عمل الخبز ويصلح هذان الصنفان للزراعة في جميع مناطق السودان ماعدا حلفا الجديدة ..
.وللوصول لحقيقة الامر حول سير اداء الموسم الشتوي بمشروع الجزيرة و صعوباته تحدث المهندس الطيب محمد علي مدير الادارة الزراعية بالمشروع مشيرا الي ان الرية الاولى قد اكتملت بنسبة 100% كما تم ري المحصول للمرة الثانية بنسبة 80% فيما ظهرت بعض المشاكل التي تواجه الري بقسم المسلمية مبينا ان لجنة مشتركة بين ادارة مشروع الجزيرة ووزارة الري قد قامت بزيارة ميدانية لعدد من مناطق الري بالقسم حيث تبين ان عددا من الترع والقنوات تواجه مشاكل الاطماء والحشائش مما يعرقل انسياب المياه ليتم توجيه المسئولون بوزارة الري بدعم مواقع الاطماء بمزيد من اليات الحفر لازالتها بصورة عاجلة حتى يتسنى توفير مياه الري للمحصول الذي ينمو بصورة جيدة واكد المهندس الطيب محمد علي ان ادارته بالتنسيق مع وزارة الري ستعمل على معالجة كافة مشاكل الري اضافة الي جانب متابعة المناسيب عبر القنوات لتامين مياه الري لمحصول القمح حتى نهاية الموسم الزراعي و ثمن المدير الزراعي للمشروع جهود وزير الري الذي قام بجولة طاف فيها اقسام المشروع وحل جميع المشاكل في المحاصيل الشتوية واشار الي ان المساحات الاضافية للمساحات المقترحة التي تم الاتفاق على تمويل زراعتها مع البنك الزراعي وشركة شيكان للتامين قتم تم ريها بنسبة 99% .. وقال الطيب ان السياسات في الموسم السابق والارتفاع في سعر القمح عالميا ادي لتشجيع المزارعين وهناك حماس كبير لزراعة المحصول هذا الموسم ..
واوضح مدير الادارة الزراعية ان المساحة المقترحة لزراعتة بلغت 420 الف فدان وقد ابدي المزارعون الرغبة في زيادة هذه المساحات لتصل الي 441 الف فدان واضاف انه تمت الان زراعة كل المساحات االمقترحة وستكتمل الزراعة لتصل الي 441 الف فدان في مساحات خارج الخطة وتاريخ الزراعة واشار الي توفير التقاوي لزراعة هذه المساحة الاضافية وصلت الي الغيط وقد تم ري اكثر من 80% من المساحات المستزرعة واكد في هذا الصدد ان المشاكل العالقة قد وضعت لها حلول عاجلة واجلة واشاد بالتعاون والتنسيق التام بين المشروع والري الذي انعكس علي مستوي ري محصولات العروة الصيفية التي مرت دون اي اختناقات حتي في الفترة الحرجة في الفترة من 15/9- 15/10 واكد توفر المدخلات حيث ان سماد السيوبرفوسفيت قد وصل الي الغيط وتم توزيعه فيما يتم توزيع اليوريا بعد استلامه من البنك الزراعي .. واوضح مدير الادارة الزراعية بالمشروع انه وبالتعاون مع هئية البحوث الزراعية وجامعة الجزيرة قد تم اكثار اصناف جديدة من القمح وهي امام /ارقين /بوهين / تقانة وخليفة التي تتميز بتحملها لدرجات الحرارة العالية وتمت زراعتها في اقسام الوسط والشمالي والشمالي الغربي اضافة الي زراعته بالجامعة في مساحة تصل الي الف و500 فدان علي مستوي الاقسام هذا الي جانب الاكثار في الاصناف القيمة ساسريب النلين ودبيرة ..من جانبة اكد المهندس الطيب ان الموسم الزراعي يبشر بانتاجية جيدة وان عمليات تاسيس المحصول تسير بصورة ممتازة وان مدخلات الانتاج قد تم توفيرها في الوقت المناسب وقد وجدت البداية الطيبة لزراعة القمح بالجزيرة الاشادة من اللجنة الفنية لمتابعة زراعة محصول القمح برئاسة المهندس كمال علي محمد وزير الري لدي زيارتها وطوافها علي عدد من اقسام المشروع حيث اطمانوا علي التاسيس الجيد لمحصول القمح موكدين تامين الري ومعالجة المشاكل التي تعترض سير الموسم الشتوي .

ليست هناك تعليقات: