الثلاثاء، 15 يوليو 2008

صورة سوداء للفقر كشفها تقرير التنمية البشرية

تنــامي حـدة الفقـر وراء إرتفـاع معـدلات الإصـاب بالسـل لا يمكـــــن إحتــــــواء الأيـــــــــدز دون إستصحــــاب الـدرن رئيس الإتحاد الدولي للدرن: تقرير التنمية البشرية الذي تلقت (الصحافة) نسخة منه حفل بارقام يشيب لها رأس الولدان عن مئات الملايين من الفقراء حول العالم يفتقدون للغذاء ويعانون ويلات الجوع.. والايدز والمياه الملوثة «900» مليون فقير حول العالم يعيشون في ظروف بؤس حقيقي.. كما ان التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية حول السل الذي يحصد المجتمعات الفقيرة حيث النقص الحاد في الغذاء يحصد في اليوم الواحد «8» آلاف انسان اي « 2 الي 8» ملايين شخص في العام.. ليبرز التساؤل المثير للهلع اين نحن من خطر اوبئة الإبادة... السل والايدز، وفي هذه المساحة نقف عند السل في السودان. اعداد : بله علي عمر * هل الدرن مرض شائع؟ ـ د. اسماء اسماعيل السني مدير مشروع مكافحة الدرن القومي ورئيس الاتحاد الدولي لمكافحة الدرن وامراض الرئة قالت: لابد من الاجابة اولاً على التساؤل الاستراتيجي هل الدرن مرض شائع؟ الاجابة لا.. لكن ثلث سكان العالم مصابين بالعدوى اي ان هنالك اكثر من ملياري شخص مصابون بالعدوى بينما يوجد فقط «8» ملايين مريض بالدرن حول العالم ـ والعدوى لا تتحول لمرض ما لم يهتز جهاز المناعة بخلل واسباب خلل المناعة عديدة يأتي سوء التغذية والفقر في مقدمتها، ومن الأسباب ازالة جزء من الامعاء والاصابة بمرض السكري وتبقى الاصابة بفيروس نقص المناعة «الايدز» سبباً رئيساً للاصابة بالدرن. بين الأيدز والدرن تمضي دكتورة اسماء للقول ان العلاقة بين الايدز والدرن كبيرة جداً، فالمصاب بعدوى السل تبلغ فرص اصابته بالمرض «5 ـ 8%» طيلة حياته بينما تبلغ فرص المصاب بعدوى الدرن وفيروس نقص المناعة بالمرض «5 ـ 8%» خلال العام وليست طيلة الحياة كحالة المصاب بالعدوى. مكافحة الأيدز لا تتم إلا... ثلث وفيات الايدز حول العالم سببها الرئيسي هو الدرن ولذلك لا يمكن بحال من الاحوال وضع اي برنامج لمكافحة الايدز ما لم يتم استصحاب ازمة الدرن. المرض بالسودان د. سامية العجب اختصاصي امراض الصدر وضابط المعلومات بالبرنامج القومي لمكافحة الدرن قالت: ان اقليم شرق البحر الابيض المتوسط الذي يقع السودان في اطاره الجغرافي به «8%» من مجموع حالات الدرن في العالم وفي قراءة لتفاصيل الاصابة بالمنطقة فان باكستان تشكل اعلى نسبة اصابة «43%» تليها افغانستان «12%» ومعدل الاصابة السنوي «1.8%» حسب رصد 2000م اي انه يوجد «180» مريض درن جديد بين كل «100» الف نسمة ماضية للقول ان مكافحة الدرن بالسودان تعود للعام 1940 عبر مستشفى ابو عنجة ومستشفى النهر، وتم عمل اول مسح لحالات الدرن في 1956م لتتواصل سبل المكافحة ببرنامج المستشفيات 1974م والمسح الثاني في 1976م. وفي 1993م تجربة البرنامج الجديد وسط النازحين ليتواصل المشوار حتى 2002م حيث اعلن السودان التغطية الشاملة لاستراتيجية العلاج قصير الامد. شفاء ربع مليون وتمضي د. سامية العجب في القول ان البرنامج والنهج العلمي الذي سار وفقه البرنامج القومي لمكافحة الدرن قد ادى لشفاء اكثر من ربع مليون مواطن كانوا مصابين بالمرضي وتم شفاؤهم. العلاج المجاني للمرض: دكتور اسماء اسماعيل أكدت ان استراتيجية مكافحة الدرن اعتمدت تقديم العلاج المجاني ولا توجد اية مشكلة في ادوية وعقاقير الدرن ماضية للقول ان اية ولاية تتسلم من البرنامج الادوية الكافية للحالات المكتشفة وفقاً لتقرير الولاية ربع السنوي كما تمنح كل ولاية فائض علاج بنسبة «100%» للعام التالي كاحتياطي وتبقى الشروط المطلوبة التي يتطلبها البرنامج لاستراتيجية العلاج المباشر وتتمثل في الفحص المجهري والامداد الدوائي المنتظم ورصد الحالات والالتزام بتوفير البني التحتية من مراكز صحية وكوادر بشرية. ومما ساعد في السيطرة على المرض بالسودان هو الشبكة المجهرية التي غطت جميع انحاء السودان حيث تم تخصيص جهاز ميكروسكوب واحد لكل «100» الف مواطن وتكمن اهمية الشبكة المجهرية انها بجانب اكتشاف حالات الدرن فانها تستخدم للفحوصات الاخرى مثل الملاريا وغيرها، كما تم توفير «3» مراكز علاجية حول كل مركز تشخيصي. حالة البحر الأحمر قلنا لمدير البرنامج ان هنالك اتهام للبرنامج بانه لم يقم بتوزيع الجرعة الكاملة للمرضى بالبحر الاحمر مما ادى لعواقب وخيمة فأجابت دكتورة اسماء ان ولاية البحر الاحمر من احسن الولايات فعدد مواطنيها «724» الف مواطن وهذا يتطلب وجود «8» مراكز تشخيصية ولكن لدينا «18» مركز تشخيصي واكثر من «40» مركز علاجي. مشكلة البحر الاحمر تتمثل في وجود اعداد من البدو الرحل ولابد ان يبتدع منسق البرنامج بالولاية طرقا كفيلة بايصال العلاج لهؤلاء وهم قلة وقد تلمسنا خطوات حل المشكلة بمصاحبة المعاونين الصحيين والمتطوعين للبدو الرحل لتقديم العلاج . المطلوب رفع مستوى المعيشة الدكتور علي السيد مصطفى اختصاصي أمراض الصدر اكد ان مرض الدرن من الامراض المرتبطة بالافتقار للغذاء ومن خلال قراءة لخارطة البلدان الموبوءة بالمرض تلاحظ انها من اكثر دول العالم فقرا حيث ينخفض دخل الفرد. كما تتراجع الخدمات الصحية المقدمة للمرضى. مما دفع بمنظمة الصحة العالمية ان تسعى جاهدة لعلاج المرضى من خلال تقديم الادوية المجانية عبر البرامج القطرية لمكافحة الدرن.. وهنالك جهد ملموس للبرنامج القومي لمكافحة الدرن بالبلاد الذي استطاع توفير العلاج لمئات الآلاف من المرضى بالبلاد.. ولكن الحل الامثل لتجاوز الدرن يتمثل في رفع مستوى المعيشة وتقديم الخدمات الطبية. كما ان نشر الوعي له دور استراتيجي في العلاج ولكن الحل النهائي للاجتثاث يتمثل في تحسين الوضع المعيشي واخراج المواطن من حالة الفقر المدقع الذي يمثل البيئة المثلى لانتشار الدرن. انتشار المرض بوسط السودان الاستاذ عبد الله خاطر الباحث الاجتماعي قال في افادته للصحافة ان مرض الدرن مرتبط بالمجتمعات الفقيرة مشيرا الى ان انتشار حالة الفقر في السودان ادت لانتشار المرض قام بعد الدرن في السودان مرتبط بمناطق انتشاره القديمة بل تجاوزها لمناطق ظلت في هامش ما يسمى بمنطقة الوسط أي ليست مناطق اغلبية فقيرة.. مثل الجزيرة ووسط السودان والتي بدأ المرض ينتشر فيها بصورة واضحة ويرجع ذلك للظروف الاقتصادية اذ تراجع دخل المواطن بهذه المناطق.. ولعل حالة الانهيار التي وصل لها مشروع الجزيرة وخروج الكثيرين من المزارعين عن الانتاج اسهم في افتقارهم فظلت هذه المناطق بيئة مثلى لانتشار المرض.. والذي لا علاج له الا بتحسين الاوضاع الاقتصادية. د. اسماء اسماعيل السني البرنامج القومي لمكافحة الدرن ينجح في علاج ربع مليون حالة مرضية الحالات المسجلة بالبلاد

ليست هناك تعليقات: