الأحد، 31 أغسطس 2008

المسيرية والرزيقات سنام العطاوة...... الدواس البغيض


الرزيقات والمسيرية .
سنام العطاوة.في الدواس البغيض... لم ينجح احد !




الضعين : ابوجابرة: بله علي عمر
يشير علماء الانثربولوجي و خبراء علم الانساب الي ان اواشج الدم بين قبيلتي المسيرية والرزيقات تجعلهما الاقرب لبعضهما بين كافة القبائل في السودان فهما واشقائهم الحوازمة أبناء عطية الذي ينتهي نسبه الي جهينة ويطلق علي المسيرية والرزيقات لقب سنام العطاوة وذلك دليلا علي تقاربهما نسبا واقامة كما ظلا يمثلان الوجود العربي بتلك الانحاء من البلاد وحسن العلاقة بين القبيلتين ظلت محل اهتمام قيادات الادارة الاهلية من الطرفين رغم بعض حالات التفلت هنا وهناك وفقا لما ذكره لي الملمون بالتاريخ في المنطقة , وقد جاء تساؤلي للرجل بمنطقة ام حرز شمالي الوحدة الادارية لمنطقة ابوجابرة بمحلية الضعين والتي انتقلت اليها ( الصحافة ) في معية وفد من مجلس شوري الرزيقات الذي ذهب للمنطقة لتقديم العزاء وجبر الخواطر ومنع اية ردود افعال تجاه الاحداث الدامية التي وقعت بين اولاد ابوسلمة من قبيلة الرزيقات واشقائهم الفيارين من بطون المسيرية .
اولي الحقائق التي تلفت الزائر لمنطقة ام حرز يجد انها منطقة حدودية تقع بين ولايتي جنوب كردفان وجنوب دارفور وهذه الميزة التي كان من الواجب ان تنال قسطا وافرا من الخدمات من الولايتين جاءت عكس ذلك اذ باتت مهملة من الجانبين كما ان غياب رسم الحدود والذي تتم وفقه تحديد مسئوليات الولايات في تقديم الخدمات ادي للافتقار لهذه المقومات الاساسية , وابلغ دليل علي ذلك افتقارها للمياه خاصة انها تقع في حوض البقارة الجوفي الذي يعرف وفقا لتصنيف الجيولوجيون بان مياهه عميقة ما يتطلب تقنيات معينة لضخ مياهه الجوفيه ولما كانت سمة مواقف حكومتي الولايتين اللامبالاة فقد ظل اهل المنطقة يعانون العطش , لقد ظللنا طيلة الرحلة البرية من الضعين الي ابوجابرة – والتي امتدت لاكثر من ابرع ساعات ذهابا وعودة نحلق في القري والفرقان ونادرا ما كنا نرصد صهريجا يؤكد ان ثمة مياه هناك ليبقي التساؤل كيف لهؤلاء الناس الحصول علي الماء الذي جعل الله منه كل شيئ حي , لقد توفرت مقومات الصراع بالمنطقة خاصة ان الاسلحة متوفرة بصورة تري الناس يحملونها داخل القري وذلك ما حدث صباح ارباعء الحادي والعشرون من اغسطس الجاري عندما وقع ا(72) قتيلا من الطرفين وجرح (40) فردا من المجموعتين , وفي اعقاب الحادث اوردت روترز علي لسان
الصادق بابو نمر شقيق زعيم قبيلة المسيرية ان القتال اندلع صباح الاربعاء في منطقة أبو جبرة النائية قرب الحدود مع ولاية جنوب دارفور في الجنوب ومضى يقول "توفر لدى الجميع بنادق كلاشنيكوف هناك نتيجة للقتال في دارفور والجنوب" في إشارة الى الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه التي انتهت عام 2005 وتابع "بسبب ذلك أي اشتباك صغير من الممكن أن يتطور سريعا .وقال نمر ان أفرادا من قبيلته في مكان الاشتباك أبلغوه بأن قبيلة الرزيقات هي التي بدأت القتال يوم الأربعاء بمهاجمة مخيم تابع للمسيرية ومن أسباب ذلك الانتقام بسبب قتال على الموارد في وقت سابق هذا العام .وأضاف نمر المقيم في الخرطوم ان ما يصل الى 55 شخصا قتلوا في الاشتباكات بينهم 38 من الرزيقات و17 من المسيرية
بيد ان محمد عيسي رئيس مجلس شوري الرزيقات وبحسب ذات المصدر اكد ان 67 شخصا على الاقل قتلوا إجمالا مضيفا انه تلقى تقارير بأن أفراد قبيلة المسيرية هم الذين بدأوا القتال داخل منطقة ام حرز بالمرحال الشرقي لقبيلة الرزيقات . واضاف عليو ان كبار رجال القبائل حذروا منذ فترة طويلة الحكومة السودانية من ان التوتر يحتدم بين جماعات من القبيلتين.واضاف عليو لرويترز انه لا يوجد جنود هناك قوات حكومية في المنطقة. واضاف انه توجد أسلحة كثيرة في المنطقة وان الشبان أحرار يطبقون القانون بأنفسهم.
الصحافة التي انتقلت في معية وفد المواساة تابعت لقاء الوفد بمشائخ وعمد الرزيقات بمنطقة ابوجابرة وجاء اللقاء مشددا علي ضرورة الصلح بين الطرفين خاصة ان وشائج الدم قادرة علي خبر الضرر هنا وهناك بيد ان القيادات حملت الحكومة مسئولية الاحداث الماساوية بين اولاد ابو سلمة من الرزيقات واشقائه الفيارين من بطون المسيرية التي وقعت بمنطقة ام حرز 86كيلومتر شمالي الضعين والتي راح ضحيتها (72) قتيلا و(41) جريحا من الطرفين. وقال رئيس مجلس شوري الرزيقات محمد عيسي عليو ان العلاقة بين القبيلتين راسخة تدعمها اواصر القرابة ووشائج الدم بيد ان تجاهل الدولة رسم الحدود بين ولايتي جنوب دارفور وجنوب كردفان اضافة الي ضعف الضبط القانوني والاداري ادت الي حدوث حالات من التفلت اخرها تلك التي شهدتها المنطقة صباح الاربعاء الماضي وانتقد عليو والي جنوب كردفان الذي فشل في الالتزام بتعهده لدي لقائة بوفد القبيلة باستتاب الامن بالمنطقة واصفا موقف الوالي بالمضلل وكشف عليو عن قيام مؤتمر للصلح بين القبيلتين في الخامس من سبتمبر القادم.
رئيس مفوضية اعادة التاهيل والتوطين بالسلطة الانتقالية المهندس ابراهيم محمود مادبو اكد ان غياب التنمية والخدمات بالنطقة وراء الصراعات مما دفع المفوضية لتبني مشروع توطين الرحل الذي وضعت دراسته العلمية جامعة الجزيرة وسيبدا تنفيذ المشروع في محلية الضعين بحفر (19) بئر سيبدا العمل فيها خلال الايام القادمة بعد ان وصلت الحفارات الي حاضرة المحلية فيما سيبدا العمل بالمدارس عقب الانتهاء من حفر الابار مباشرة مؤكدا ان اولي الابار ستكون جاهزة لضخ المياه في اوائل رمضان المقبل وقال مادبو ان المفوضية التي تلقت (7%) من مال السلطة قد وجهته لانجاز اعمال ضخمة
الي ذلك تحصلت (الصحافة) علي صورة من مذكرة قيادات الرزيقات لوالي جنوب كردفان ردا علي قراراته (79) و (80) الخاصة بتشكبل لجنة عليا لمؤتمر لصلح بين الرزيقات والمسيرية والتي اشاروا فيها الي ضعف تمثيل الرزيقات باللجنة اضافة الي ان الاختيار لم يراعي فيه تمثيل محاور الرزيقات وفقا للاعراف المتبعة كما ان هنالك تعجلا في التاريخ المقترح في وقت يتطلب فيه الامر تمكين كافة الاطراف من الاستعداد الجيد حتي تاتي النتائج وفقا للطموحات كما اشارت المذكرة ال ضرورة تفعيل دور الادارة الاهلية بالمؤتمر علي ان تبقي السلطات الحكومية مجرد مشرف ومراقب
ما يمكن الاشارة اليه هو هذا الحرص الواضح من عموم الرزيقات قيادات وعامة في قيام مؤتمر للصلح يوقف هذا الدواس البغيض والمحرقة التي لا منتصر فيها فالجميع يخسر شيبا وشبابا امهات وزوجات وليت الدولة تركت للاهالي اعداد صيغة التصالح علي ان تلتفت لمسئولياتها في ترسيم الحدود وتوجيه الولايات تقديم الخدمات واذا كانت مفوضية اعادة التاهيل والتوطين تعمل لانجاز مشروعاتها في مجال توطين الرحل والتي لمسناها في مناطق الجوقان عبر حفر الابار فان المطلوب دعم هذا التوجه والمضي فيه وذلك هو السبيل لاجتثاث اسباب الصراع

ليست هناك تعليقات: