الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

لصحافة تحبس كيس البلاستيك علي زمة التحقيق بعد تزايد مخاطرة اليئية والصحية


الاتهام.: المتهم شغل الناس باضراره البيئية والصحية القاتلة
الدفاع : المذكور مفيد بالاستخدام الصحيح وضار بالاستخدام الخاطئ
وزيرة الدولة بالبيئة والتنمية العمرانية : احالة الامر لدراسة علمية اقتصادية قبل النطق بالحكم
تحرير : بله علي عمر
اكدت تريزا سيرسيو ايرو وزيرة الدولة بوزارة البيئة والتنمية العمرانية ان الاستخدام غير المرشدة لاكياس البلاستيك تتطلب عمل دراسة اقتصادية علمية لمعالجة الموقف خاصة ان عدم معالجة الامر له مردوده الصحي والبيئي علي الاسنسان والحيوان اضافة للاضرار البليغة بالاراضي الزراعية علما ان اللاستيك غير قابل للتحلل ولو يقي داخل الارض لاكثر من مائة عام وطالبت الوزيرة لدي مخاطبتها منبر "الصحافة" حول البستيك بضرورة الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة لانتاج بديل يتواءم مع البيئة والصحة العامة .
و اكد الامين العام للمجلس الاعلي للبيئة الدكتور سعد الدين ابراهيم ان كيس البلاستيك بات هاجسا في السنوات الاخيرة في اعقاب التطور التقني لصناعة البلاستيك وزيادة الاستخدامات مما جعله مهددا بيئيا في ظل عدم قابليته للتحلل مما دفع بالخبراء والجهات المعنية البحث عن سبل لمواجهة الامر , علما ان حل المشكل يتمثل في الابقاء علي الصناعة مع الالتزام بجمع نفاياتها لاعادة تصنيعها او حظرصناعة اكياس البلاستيك شريطة توفير البدائل او اضافة مكونات كيماوية تقصر عمر الاكياس .
من جابنه اكد الامين العام لاتحاد اصحب العمل عباس علي لسيد اشار الي ان مادة البولي ايثلين التي تصنع منها الاكياس ذات جدوي صحية لحفظ الاديوة والاغذية لانها غير قابلة للتفاعل وحول اتهامها بانها مسببة للسرطان قال السيد انها لا تغدو مسببة للسرطان الا اذا تحولت لدايوكسن مما يتطلب توفير مواقد بدرجة حرارة تصل الي 170 درجة , وعن راس المال الذي يعمل في صناعة البلاستيك قال الامين العام لاتحاد اصحاب العمل انه في حدود (600) مليون دولار و اجمع المتحدثون في منبر الصحافة بضرورة فرض رسم علي مدخلات صناعة البلاستيك توجه عائداته لمعالجة الاثار الصحية والبيئية لاكياس البلاستيك.
(الصحافة في المساحة التالية تنشر المنتدي كاملا لاهميته ولتعميم الفائدة خاصة ان الامر يتعلق بضرورة توعية كافة الشرائح الاجتماعية :
في بداية المنبر تحدث الدكتور سعدالدين ابراهيم الامين العام للمجلس الاعلي للبيئة مؤكدا ان المجلس يولي امر اكياس البلاستيك اهمية قصوي فاضافة لاثار اكياس البلاستيك البيئية فان المجلس الاعلي للبيئة يمثل كافة الجهات ذات الصلة بالشأن البيئي ويعتبر المجلس احدي الوحدات الادارية التابعة لوزارة البيئة والتنمية العمرانية لذا فاهتمام المجلس بامؤثرات البيئية وعلي راسها اكياس البلاستيك كبير وفي قراءة للمهددات البيئية بالسودان فلم يشكل البلاستيك هاجسا للبيئيين والمعنيين بها قبل عشرين عاما لان استخداماته كانت محدودة جدا بضل ارتفاع اسعاره بيد ان الامر اختلف في السنوات الاخيرة اذ بات منتجا وطنيا منخفض الاسعار ومن هنا تزايدت استخداماته حتي غدا مهددا بيئيا علما انه غير قابل للتحليل في البيئة فضار مشكلة بيئية تهدد التنوع الاحيائي و الموارد الطبيعية والصحة العامة خاصة ان اكياس البلاستيك سببا رئيسا لانتشار الملاريا قفل تصريف المياه مما يساهم في خلق البيئة الموائمة لتوالد الناموس
وعن رؤيته لحل ازمة انتشار اكياس البلاستيك فيري الدكتور سعدالدين ان هنالك مدرسة تري ضرورة منع استخدام اكياس البلاستيك مما دفع بعض الولايات الي اصدار قرار حظرت بموجبه الاستخدام رغم ان هذه الولايات لم تتحدث عن بديل لللاستخدام مما يحتم ضرورة ايجاد البدائل وهنالك مدرسة ثانية تتحرك نحو استخدام بدائل مصنعة من مواد قابلة للتحليل مستصحبة التجربة الاسترالية التي تمكنت من تصنيع بدائل من النشا قابلة للتحللولكن ثمة مشكلة امام هذا التوجه تتمثل في ارتفاع سعر التكلفة لهذا النوع مع الاشارة الي ان السودان يتميز بتوفر النشا وهي ميزة نسبية اذا اردات البلاد التوجه نحو صناعة هذه العينات , كما توجد طريقة اخري لتصنيع عينات مكونة من مواد قابلة للتحلل .
ويضيف دكتور سعدالدين ان استصحاب تجارب الدول الاخري كما انه من المهم جدا ادارة النفايات علي مستوي المدن من خلال الفرز واعادة التدوير لاستخدامات اخري مشيرا للتجربة لمصرية التي حولت نفايات البلاستيك الي مشابك وقوارير .
عباس علي السيد الامين العام لاتحاد اصحاب العمل اشار الي ان استخدام البلاستيك بدات بالنايلون بالاستفادة من المواد العضوية للمنتجات لبترولية ثم كانت لطفرة عبر التصنيع من مادة البولي ايثلين وهي مادة محايدة وغير قابلة للتفاعل ويصفها العلماء بانها صديقة للانسان خاصة في احتياجاته الصحية اذا صارت المواد المصنعة من البولي ايثلين تستخدم في التغليف وبات تستخدم في نقل الدم خاصة بعد البحوث العلمية لمنظمة الصحة العالمية التي وصفتها بانها المادة المضمونة للتعامل مع الاغذية . وحول الاتهام الموجه لاكياس البلاستيك اكد السيد ان اكياس البلاستيك تغدو مسرطنة اذا تحولت لدايوكسين وهذا يتطلب تعرضها لدرجة حرارة تصل الي (170) درجة حتي تبدا التحلل والتفاعل غير انه عاد للقول ان من خصائص اكياس البلاستيك سهولة استخدامها في التسوق ,
وعن المضار البيئية للاكياس فقد اكد الامين العام لاتحاد اصحاب العمل ان مخاطر وسلبيات الاكياس تبدا بعد انتفاء جدواها الاولي غير انها يمكن ان تظل ذات قيمة اقتصادية اذا تمت اعادة تصنيعها مرة ثانية مشيرا الي امن معظم ايرادات المدن الكبري تاتي من عائدات التدوير وهذا يعني ان نفايات البلاستيك يمكن ان تتحول الي ثروات قومية تخلق فرص العمل او ان تنعكس سلبا علي البيئة اذا تم تجاهلها مشيرا الي ان الاكياس التي تكلف (100) مليون دولار يمكن اعادة تدوير مخلفاتها بكلفة (10) مليون دولار وعند ضخها مرة اخري فان عائات مبيعاتها قد تصل الي (100) مليون اخري من الدولارات , كما ان لمخلفات اكياس البلاستيك جدوي كبري في صناعة تشييد الطرق اذ يتم خلطها مع الاسفلت لتزيد من تماسكه كما يمكن تصنيع مكعابت من مخلفاتها وهذه المكعبات متعددة الاستخدامات
سيد حاج نور مدير ادارة الرقابة البيئية بوزارة البيئة والتنمية العمرانية اكد من جانبه لي ان هنالك فوائد اقتصادية وعملية للاكياس مما زاد من معدلات انتشاره خاصة في وجود خصائص تتمثل في المتانة وعدم القابلية للتحل بيد ان هذه المميزات مهددات حقيقية للبيئة خاصة عدم التحلل اذ يمكن لكيس البلاستيك ان يظل في الارض لمئات السنين مما يتطلب ايجاد طرق للمعالجة في ظل ارتفاع نسبة الاكياس بين النفايات الاخري اذ تشكل نسبة تتراوح بين (3-6) من اجمالي النفايات اي اكثر من (900) طن .
وشدد مدير ادارة الرقابة البيئية علي ضرورة نضافر جهود المحليات والمجتمع المدني للمعالجة التي تبدا بالفرز مع تخصيص حاويات خاصة بنقل نفايات البلاستيك وحرقها بطرق امنة او ترحيلها لمصانع اعادة التدوير وان يكون ذلك وفق نهج علمي يشجع الاستثمار كما يجب ان تنشا المرادم وفق مواصفات تضمن سلامة الصحة العامة واشاد حاج نور بالقرارات الخاصة بحظر استخدام الاكياس التي اصدرتها بعض الولايات مؤكدا انها الاسلم رغم انها لم تستصحب الجوانب السلبية للقرارات المتمثلة في عدم توفير البدائل .
مامون عيسي مدير ادارة البيئة قال ان كيس البلاستيك شغل الناس وبات قضية خاصة ان الحصول عليه سهل جدا في ظل عدم وجود ادارة علمية لادارة النفايات لعدم توفر الامكانيات مما جعل البلاستيك شان كل المخلفات التي فشلت البلاد في معالجتها علما ان حجمها قد بلغ (5) مليون طن في العام كما ان عدم المام الناس بالوعي البيئي عمق الازمة وساهم ذلك في تزايد استخداماته , ويتفق مامون مع الخبراء الذين ذهبوا الي ان اعادة التدوير هي الحل خاصة ان اعادة التصنيع تعود مرة اخري للمواطن في منتجات ذات جدوي بينما تعتبر المعالجات الاخري كالحرق والردم ذات اثار سالبة , ولمواجهة الامر الراهن فان المطلوب العمل علي مكافحة المخلفات كما طالب مامون بضرورة اتباع استراتيجيات مشروع التقييم البيئي بالسودان والذي تمكن الخبراء من خلاله علي القيام بجولات علي كافة انحاء البلاد ليجدوا ان الكيس الطائر والمعلق علي الاشجار هو الصورة المشتركة في كافة مناطق البلاد .
مصطفي الحلو مدير احدي الشركات الوطنية قال انهم عمدوا الي بحث الامر واخضاعه للدراسة فوجدت امكانية المعالجة باستخدام مادة كيماوية تخلط مع المواد المصنع للاكياس وتتميز هذه المادة بانها تجعل البلاستيك قابل للتحلل مشيرا الي ان البديل المصنع من النشا غير اقتصادي لارتفاع تكلفة انتاجه كما انه يحتاج لتقنيات حديثه تتطلب تدريب الكوادر الفنية كما ان الاكياس الورقية ليست بديلا لكيس البلاستيك لعد فاعليتها وعليه فلا بديل – وفقا للحلو – من استعمال المادة الكيماوية التي تجعل الاكياس قابلة للتحلل في الاجواء العادية خاصة ان هنالك اكثر من (50) دولة حول العالم توجهت لاستخدام هذه المادة لانتاج بلاستيك قابل للتحلل خاصة ان استخدام هذه المادة لا يتجاوز 1% من البوليمر الذي تصنع منه الاكياس.
وزيرة الدولة بالبيئة والتنمية العمرانية تريزا سيرسيو ايرو اكدت ان الموضوع بات مزعجا للدولة لان له اثاره وتداعياته علي البيئة والصحة العامة خاصة ان البلاستيك بمرور الزمن مدمر للبيئة رغم ان له جوانب ايجابية تتمثل في ايجاد وعاء امن وخلق فرص العمل , و قبيل الحديث عن المعالجات وامكانية قدرتها علي اجتثاث المشكل فلابد من القيام بعمل دراسة علمية اقتصادية مع الاخذ في الاعتبار ان الوعي البيئي لدي اهل السودان ضعيف جدا وتعمل الوزارة مع الجهات ذات الصلة لعمل هذه الدراسة مع الاعتبار اننا لا نعمد الي تجفيف المصانع وانما عن سبل المعالجة متشهدين بالتجارب الدولية مثل تجربة جنوب افريقيا التي لها تجربة مثالية في خلق البدائل وتوفيرها لمنظمات المجتمع المدني .
الذين حضروا المنبر من الصحفيين والخبراء تقدموا بمداخلات واسئلة للمتحدثين , الدكتور عادل الصادق المكي قال ان وجود مصانع البلاستيك داخل الاحياء السكنية يشكل تهديدا بيئيا خاصة ان هذه المصانع تنتج غازات سامة كما ان اعادة تدوير الاكياس له مخاطر صحية تتمثل في وجود البكتريا المقاومة للحرارة كما لا توجد سيطرة علي الانتاج .
بله علي عمر استفسر : كنا نتوقع ان يحدثنا امين عام اتحاد اصحاب العمل عن راس المال الذي يعمل في القطاع لان معرفة راس المال تعطي مؤشرا لامكانية تجفيف الصناعة التي تعتبر من الصناعات المنبوذة في العالم خاصة انها دخلت البلاد ابان حقبة الحصار الاقتصادي . كما ان الاستخدامات الخاطئة لاكياس البلاستيك من نساء السودان باتت مهددا صحيا مما يحتم التوعية بمخاطر الاكياس .
سلمي عبدالقادر تساءلت لماذا لا لايتم تشجيع شنط القماش مضيفة علي من تقع مسئولية تكلفة الدراسة خاصة ان البيئة لا تشكل اولوية لدي الدولة واستفسرت سملي ان الدراسة والوصول لقرار خاص بتنفيذها يتطلب فترة زمنية مما يحتم توفير معالجة انية . ولماذا لا تشمل المعالجات زيادة الضريبة والرسوم علي هذه الصناعة ؟
عباس علي السيد الامين العام لاتحاد اصحاب العمل في رده علي استفسارات الحضور قال : انتاج البلاد من حبيبات البلاستيك وصل الي (15) الف طن في العام من البولي ايثلين فيما تبلغ كميات الحبيبات المستوردة (100) الف طن علما ان تكلفة المصنع الواحد تتراوح بين (1-50) مليون دولار وعليه فان جملة راس مال هذه الصناعة يتراوح بين (600-700) مليون دولار اي ان عدد المصانع العاملة في حدود (100) مصنع وعن التدوير فان النسبة الاكبر تتم لفاقد للخام الجديد الذي يتساقد اثناء التصنيع الاول مشيرا لوجود مصنع لبناني لاعادة التدوير وقدد حقق نجاحا كبيرا في نظافة البيئة كما ان منتجات التدوير لا توجه لاعادة الاكياس وانما لاشياء اخري وعليه فلا خوف من البكتريا وبالنسبة لاستخدام اكياس القماش فهو مكلف كما ان له مضاره وتشكل البكتريا احدي تلك الماخذ وبالنسبة لزيادة تكلفة الانتاج للحد من تصاعده عبر زيادة الرسوم الضرئب فذلك توجه عملت به بعض الدول وعلي راسها كوريا الجنوبية كما يمكن وضع رسم محدد علي المواد الخام علي ان تورد هذه العائدات في صندوق خاص يدار لحماية البيئة .
الدكتور سعدالدين ابراهيم شدد لي قيام الصندوق كما ان اعادة التدوير هل الحل المثالي لمواجهة الموقف
وزيرة البيئة والتنمية العمرانية تريزا سيرسيو ايرو قالت ان مواجهة الامر واحتواء اثاره السالبة امر ممكن شريطة تضافر كل الجهود من الدولة والمجتمع المدني واصحاب العمل والمواطنين وحول الاتهام الموجه للحكومة بعدم منح التردي البيئي الاولوية التي يستحق تري الوزيرة ان ذلك التوجه كان السمة العامة في السابق غير ان الحكومة ادركت بخطورة الوضع البيئي فقامت بانشاء وزارة تعني بالبيئة واختتمت الوزيره مداخلتها التي جاءت في ختام المنبر بان الدراسة العملية الاقتصادية ستبقي هي الفصل في القضية .
ماخرج به المنبر هي انه وبعد الاستماع لعريضة الاتهام لكيس البلاستيك والتي قدمها الدكتور سعدالدين ابراهيم الامين العام للمجلس الاعلي للبيئة والتي شملت تلويث البيئة وتهديد الصحة العامة ونفوق الحيوان وتقويض التربة وخلق البيئة الموائمة لانثي الانوفليس مستشهدا بخبراء البيئة وبعد الاستماع لمرافعة الدفاع التي قدمها عباس علي السيد الامين العام لاتحاد اصحاب العمل والتي اشار فيها الي ان في كيس البلاستيك فوائد للناس وان مخاطره لا تبرز الا عند سوء استخدامه مع امكانيات احتواء تلك الاثار فقد قررت وزيرة الدولة بالبيئة التنمية العمراني تاجيل النطق بالحكم لحين الانتهاء من الدراسة العلمية الاقتصادية لكيس البلاتيك علي ان يبقي المتهم حبيسا في منبر الصحافة حتي يتم ترحيله لموقع محاكمة اخري تقرر ان تكون بقاعة الصداقة .

ليست هناك تعليقات: