الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

تحقيق الامن الغذائي .... وصفة الخبراء المصريين








تحقيق الامن الغذائي في وصفة الخبراء المصريين
الزراعة بترول السودان والبلاد تملك اكبر احتياطي مياه جوفيه بالعالم
المطلوب وضع القوانين الصارمة وتفعيل دور الحجر الزراعي لحماية البلاد
الخرطوم : بله علي عمر
"أن التغيرات المناخية قد تؤثر سلباً على الأمن الغذائي للفقراء والمصابين بسوء التغذية والمعتمدين على الإنتاج المحلي للأغذية " هكذا جاء الحديث علي لسان ويل كيلمان، رئيس مجموعة العمل المكلفة بالتغيرات المناخية في منظمة الأغذية والزراعة، أن "التغيرات المناخية ستؤثر على الأمن الغذائي في أبعاده الأربعة وهي توفر الغذاء، وإمكانية الحصول عليه والاستقرار الغذائي وكيفية استعمال الغذاء"وأضاف أن "الأمن الغذائي مهدَّد بشكل خاص في المناطق الهشة أصلاً مثل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا ومناطق من الشرق الأوسط".
في تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة جاء أن التغيرات في أنماط تساقط الأمطار قد تؤثر على المحاصيل ، في العديد من البلدان في المنطقة. وأشار كذلك إلى أن اليمن مهددة بشكل خاص بسبب انتشار الفقر وسرعة النمو السكاني والنقص الحاد في المياه.
القارئ الكريم تابع اهتمام (الصحافة) بامر الغذاء ليجد الاهتمام الاعظم خلال الفترة الماضية خاصة ان خبراء الأمن الغذائي في المنطقة حذروا من حدوث اضطرابات اجتماعية إذا لم يتم احتواء أسعار الغذاء على المستوى المحلي. وهذا ما أشار إليه كيلمان الذي قال أن "تزايد مستوى انعدام الأمن الغذائي يمكن أن يؤدي إلى نزاعات حول الموارد، سواء كانت زراعية أو غذائية". يوم الاربعاء الماضي جلست (الصحافة ) الي ثلاث من الخبراء المصريين للحديث حول موارد البلاد وامكانية تحقيق الامن الغذائي للسودان ومصر في المساحة التالية نقف في شيئ من التفصيل علي تلك الرؤي التي يزيد من اهميتها ان الخبراء الثلاث من ابرز المعنيين بانتاج المحاصيل والميكنة الزراعية ومناهج التمويل

ابتدر الحديث الدكتور عصام شلبي رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية ورئيس الحملة القومية لانتاج القمح بمصر فقال ان الاستثمار هو إنفاق رأسمالى بهدف تحقيق أرباح بعد مدة من بداية المشروع بشرط التاكد من جدوي المشروع الفنية والمالية وعموماً فالاستثمار يعتمد على توافر فرص استثمارية تتحكم فيها طبيعة المشروع.وحجم التكلفة الاستثمارية- التدفقات النقدية المتوقعة للمشروع والمخاطر المرتبطة بالاستثمار (مخاطر الأعمال- التمويل- تقلبات الأسعار والفترة الزمنية المتوقعة لعملية الاستثمار.
وحتي ياتي المشروع اكله ينبغى توافر المحددات الرئيسية لنجاحه وهى رأس المال Money و ميكنة وآلات Machinery و خامات ومستلزمات الإنتاج Materials و العمالة المدربة Manpower و سوق (التسويق) Market و وفى مجال المشاريع الزراعية (طبيعة الأرض وموقعها- والخبرة الفنية) لها أهمية كبيرة.

الزراعة كنشاط إقتصادى ترتبط بما يلى:
رأس المال الثابت فى الزراعة: تقدر قيمة الأرض والمبانى بحوالى 75% من رأس المال المزرعى. وتعتبر تكاليف ثابتة. وهذه ميزة فى حالة السودان حيث أسعار الأراضى منخفضة جداً. و كفاءة تشغيل العمالة لأن الزراعة عمل موسمى إلا إذا حدث تكامل بين الإنتاج النباتى والحيوانى و التقلبات السعرية السوقية- صعوبة التحكم فى كميات المحاصيل الناتجة وطبيعة الأرض وخواصها ومساحتها .
المعالم الرئيسية للموارد الزراعية السودانية
الموارد الأرضية جملة مساحة السودان ميلون ميل مربع أى 2.51 مليون كيلو متر مربع (600 مليون فدان) تشير تفاصيلها الي وجود أراضى صحراوية: 175 مليون فدان تمثل 29% من إجمالى المساحة وأراضى شبة صحراوية (75- 300 مم أمطار): مساحة 117 مليون فدان (20% من المساحة) وأراضى غابات وأعشاب: 247 مليون فدان (41% من المساحة) وهناك الأراضى الفيضية التي تبلغ رقعتها 60 مليون فدان (10% من المساحة وتسقط عليها أمطار 700- 1600 مم) اما الأراضى الجبلية رقعتها 1.5 مليون فدان (0.03% من المساحة).
وعليه فان جملة الأراضى التي يمكن زراعتها حوالى 200 مليون فدان أى نحو 30% من إجمالى مساحة السودان (84 بليون هكتار) منها حوالى 40 مليون فدان مزروعة (4 مليون فدان مروية، 36 مليون فدان مطرية منها زراعات آلية فى 14 مليون فدان والباقى مناطق مطرية عادية) هذا غير مناطق الرعى والغابات.
مما يساعد علي زراعة أراضى السودان انها عبارة عن سهل رسوبى منبسط قليل الانحدارات 95% منها بين 450- 1200م فوق سطح البحر، المرتفعات القليلة أقل من (0.5 % من المساحة) و وتتكون سهول السودان من أنواع مختلفة من التربة أهمها التربة الرملية فى الأقاليم الصحراوية وشبه الصحراوية فى شمال وغرب السودان وهى تربة فقيرة الخصوبة يزرع فيها الدخن والفول السودانى والسمسم والكركدية و التربة الطينية فى أواسط وشرق السودان ويزرع فيها القطن ومناطق الزراعة الآلية المطرية يزرع فيها الذرة، وكذلك الغابات وهناك التربة الرسوبية السلتية على ضفاف الأنهار والأودية والتربة الحديدية الحمراء فى جنوب السودان وهى تربة فقيرة.

النظم الزراعية في السودان:
الزراعة المطرية التقليدية يستخدم هذا القطاع الآلات اليدوية في عمليات الإنتاج وتتركز الزراعة التقليدية في مناطق الغرب والجنوب وبعض مناطق وسط السودان، يتذبذب الإنتاج في هذا القطاع من موسم لآخر وفقاً لكمية وتوزيع الأمطار، يسهم هذا القطاع في الاقتصاد القومي ب 90% من إنتاج الدخن و 48% من الفول السوداني و28% من السمسم و 11% من الذرة الرفيعة اما مساهمته في انتاج الصمغ بالبلاد فتشكل 100% من الصمغ العربي اضافة إنتاج محاصيل أخرى مثل الكركديه وحب البطيخ واللوبيا بعض الخضروات كما تشكل تربية الحيوان جزءاً من هذا القطاع.
الزراعة المروية تغطي حوالي مليوني هكتار وتروى بشكل أساسي من النيل وفروعه.
المحاصيل تشمل : المحاصيل الأساسية في القطاع المروي كالسكر، القطن، القمح، الذرة الرفيعة، الفول السوداني، البقوليات الشتوية، الخضروات، الفواكه، الأعلاف الخضراء وتمثل المحاصيل المنتجة في القطاع المروي حوالي 64%.

الزراعة المطرية الآلية: تشمل المحاصيل الأساسية في القطاع المطري محصول الذرة الرفيعة ويحتل الصدارة ويغطي مساحه 85% من المساحة المزروعة، وينتج القطاع المطري الآلي حوالي 65% من إنتاج الذرة الرفيعة في السودان. محصول السمسم ويلي الذرة الرفيعة في مساحة 10% من المساحة المزروعة وينتج القطاع 35%

الراصد للحراك الاقتصادي والزراعي بالسودان يقف عند زيادة الموازنات المالية المخصصة لمرافق الرى كما ألتزمت المشاريع الخاصة ببرامج توزيع المياه وتطهير المجارى المائية برصد ميزانيات لذلك.
تم تطوير العديد من الطرق اضافة الي التوسع فى زراعة الأصناف المحسنة 60% من القمح، وكذلك من المحاصيل الرئيسية الأخرى- الذرة، السمسم وفول السودانى
جدوي الاستثمار الزراعي بالسودان
لقد ادت زيادة اسعار النفط الي استخدام المحاصيل فى إنتاج الطاقة كما ان التغيرات المناخية المتمثلة في
زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون والميثان فى الجو الي انتشار ظاهرة الصوبة الزجاجية (الدفيئة) مما أدى للتأثير على الأمطار وبدأ وجود ظاهرة الجفاف فى مناطق عديدة استراليا والهند والصين مما أثر على الإنتاج الزراعى ونتج عن ذلك ازيادة اسعار المنتجات الزراعية وبالمقارنة بين عامي 2002 و2007 تشير الاقام الي ان سعر طن القمح كان في 2002 بسعر 158 دولارا للطن فيما بلغت اسعاره في 2007 360 دولارا اما سعر البطاطس فقد قفز من 177 دولارا الي 270 وبالنسبة للبقوليات فبينما كان سعرها 470 دولارا للطن فقد قفز الي 630 دولارا في 2007وبالنسبة للخضر ارتفع السعر لي 593 بدلا عن 490 اما الزيوت فقد كانت اسعارها في الاسواق العالمية لعام 2002 قفزت الي 1100 دولار للطن فيما ارتفع سعر اللحوم الي 2140 دولارا في 2007 بدلا عن 1870 في العام 2002 واذا كان ارتفاع اسعار المنتجات الزراعية في الاسواق العالمية مشجعة للاستثمار الزراعي فان هنالك مميزات اخري للاستثمار في السودان اهمها الأراضى المترامية التي تبلغ مساحتها 200 مليون فدان صالحة للزارعة والرعى كما ان توفر الموارد المائية الكبيرة
التنوع المناخى الكبير الذي يتيح الزارعات المتباينة من المغريات للاستثمار الزراعي بالبلاد
لذا نستطيع أن نقول أن الزراعة هى الثروة المستقبلية والحقيقية للسودان وهى أهم من البترول كما أن شعار أن السودان ينبغى أن يكون سلة الغذاء للعالم العربى يجب أن يكون حقيقى ويقيننا ان الحكومة السودانية تدرك ذلك جيدا بدليل الاهتمام بتحسين قطاع الزراعة المروية والمطرية والمشروعات الزراعية مثل مشروع الجزيرة وحلفا وقطاع الإنتاج الحيوانى والأسماك والغابات وتشجيع الاستثمار فى مجال الزراعة .
انتاج القمح :
القمح محصول ذو أهمية استراتيجية كبرى لإستخدامه بكثرة فى غذاء الإنسان. وهو يتميز بأنه أكبر محصول به تصنيفات وراثية تجعله صالح للزراعة فى أماكن عديدة من العالم ومع زيادة استهلاك العالم من القمح فى الصين والهند ودول أخري وحدوث حالة جفاف فى روسيا وأوكرانيا فإنخفض إنتاجهم 6 مليون طن و استخدام أمريكا لكميات متزايدة من الذرة والقمح وفول الصويا لإنتاج الوقود الحيوي فلواسار والبترول (البرميل 90- 100 دولار) كل ذلك أدى لزيادات كبيرة فى أسعار القمح ولن تزل هذه الأسعار فى خلال السنة القادمة أى أنه يمكن القول (أنتهى عصر الغذاء الرخيص) فمثلاً تعاقدات شراء القمح الأمريكى اللين (Soft) لشهر سبتمبر 2007 وصل 350- 370 دولار/ طن مقارنة بـ 160 دولار- 200 دولار الطن فى نفس الفترة فى العام الماضى
وامكنيات انتاج القمح في السودان فهي مشابهة لمنطقني توشكي واسيوط في مصر خاصة في ولايتي نهر النيل والشمالية وبمشروعات الجزيرة وحلفا والنيل الابيض ووفقا للبيانات الرسمية فقد تذبذبت المساحات من موسم لاخر فبينما كانت المساحة (567) الف فدان نجدها قد قفزت الي (820) الف فدان في العام 1990 لتتراجع في 2001 الي (284) الف فدان .
الحجر الزراعي حجر الزاوية
من جانبه اشار الدكتور احمد البنا استاذ الميكنة الزراعية بالاسكندرية ومدير محطة بحوث الزراعات الجافة بمصر الي ان الموارد المتاحة بالسودان تؤهلها لتوفير الامن الغذائي للبلدان العربية اذ تتوفر الاراضي الخصبة والمياه الكافية للري خاصة ان السودان يملك اكبر مخزون للمياه الجوفية علي مستوي العالم والمطلوب اتاحة لفرصة لاهل البحث العلمي لانتاج بذور بلدية تكون بنت السودان فالبلاد قادرة علي انتاج اي كميات من المحاصيل دون الحاجة للاعشاب الدخيلة مع استصحاب تجربة السعودية فعندما شهدت المملكة طفرة في انتاج لقمح ادخل لها الامريكيون عينات من القمح ذات النسبة العالية من الشوائب ما ادي الي استخدام كميات كبيرة من الاسمدة والمبيدات المهرمنة والسرطنة وهو توجه يعجل بتدمير الارض الزراعية
ان المطلوب من الدولة وضع الضوابط الصارمة في الاستثمار الزراعي فللمستثمر الوافد مخاطره وتوابعه لذلك لابد من الاستثمار الشريف الذي يحمي الدول العربية خاصة ان السودان هو بمثابة المعدة للامة وعليه فان مسئولية حماية البلاد من التقاوي والمدخلات الوافدة ولا يتم ذلك الا بوجود حجر صحي قادر علي الضبط قوامه كادر بشري مؤهل لتوفير الحماية خاصة انه لن تكون هنالك نهضة زراعية الا عبر المشروعات كثيفة العمالة كما يجب استصحاب التصنيع الغذائي الذي يشكل قيمة مضافة للزراعة وخلاصة القول ان حماية الامن الغذائي لا تتم الا بوضع سلة قوانين في مجالات الحجر الزراعي وتدريب القوي البشرية القادرة علي الانتاج
السودان ارض الفرص الاستثمارية
الدكتور محمد شحاتة خبير التمويل والمشروعات وصف توفر الموارد ا بانها تجعل من السودان ارض الفرص الاستثمارية ويمكن للسودان ان يكون سلة غذاء العالم لو استغلت الموارد المتاحة وفق نهج علمي علي ان يصاحب ذلك توجه نحو تدريب الكوادر وبناء قدراتها اضافة الي استجلاب احدث تقنيات الحفر للمياه الجوفية بالمناطق البعيده عن سبل الري الانسيابي اضافة الي الاستخدام الامثل للمياه لان امكانيات التوسع الزراعي بالسودان واعدة ما يتطلب استخدام تكنولوجيا مثلي تبدا بالاصناف الجيدة مع توفير التمويل لصغار المنتجين .

ليست هناك تعليقات: