الأحد، 24 يناير 2010

المراعي الصراع القادم


توفرالمراعى الطبيعية نسبة حيوية في احتياجات القطيع القومى من ماء وكلاء معتمدا على الترحال الموسمى حيث توفر النباتات العشبية والاشجار والشجيرات الرعوية نسبة كبيرة و تساعد مخلفات المحاصيل في سد النقص وبخاصة في المناطق ذات الثقل الزراعي هذا بالاضافة الي الاعلاف المروية والمرتكزات .
شهد هذا العام تدني في مستوي الامطار الشيء الذي انعكس سلبا علي مردود المرعي الطبيعي .هذا حتم الوقوف الميداني علي مجمل مكونات الموارد الرعوية لتقييم الحالة والخروج بموجهات تسهم في تلافي الوضع الراهن والتخطيط المتوازن .
واكد : د سيد بشير ابوجيب رئيس شعبة مصدرى الابل ان نقص الاعلاف هو مشكلة متكررة بسبب الجفاف مقرا بعدم وجود مخزون استراتيجى للاعلاف لسد الفجوة المراعى مبينا ان الفجوة فى كل ولايات البلاد الشرق والغرب دارفور وكردفان اضافة الى وجود فجوة فى غذائية مشيرا الى ان اهم مسبباتها هو النقص فى الامطار وعدم الاهتمام بحماية المراعى نفسها (انشاء خطوط نار ) وقال ابوجيب ان تدهور المراعى يعود الى الحرائق وان الدولى لاتعمل خطوط نار بجانب ان المراعى فقيرة وليس هنالك اهتمام بتوزيع البذور المحسنة وقال نتوقع ان يحدث عرض للبيع للتخلص من الحيوانات مشيرا الى ان التنقل من منطقة الى اخرى يسبب ضغط على المراعى ونزاع على موارد وتأكل المسارات وقال ان دارفور كان بها 11 مسار اصبح الان5 مسارات فقط خلاف النزاعات الاخرى وفى الشرق منطقة القضارف اشار ابوجيب الى تقليص عرض مسار الدرب الاسود من 10 كيلو الى 150 متر فقط واكد ئيس شعبة مصدرى الابل ان الضغط على المراعى ادى الى ضعف النباتات واصبحت ذات قيمة غذائية ضعيفة مشددا على الاهتمام باعادة القيمة الغذائية وللغطاء النباتى وتوقع د سيد ابوجيب ان يحدث عرض للمواشىء وان تنخفض اسعارها ( لان الفجوة العلفية مصاحبة لفجوة غذائية لذلك لابد للمنتج من بيع حيواناته لشراء الغذاء ) وقال الان المعادلة الموجودة الكبش بالكاد يشترى جوال ذرة وطالب ابوجيب بعمل خطة اسعافية لحل المشاكل وخطة طويلة الامد لتنمية هذه المناطق الفقيرة داعيا الى توفير مصادر المياه على وجه السرعة فى المناطق الغنية بالمراعى والاستفادة من المخلفات النباتية واستخدامها للرعى اضافة الى اعلان حالة الطوارىء ومتابعة الموقف ومنع الحيوانات من دخول الحدود السودانية من دول الجوار التى تعانى ايضا من الجفاف واشار ابوجيب ان 30% من مناطق النزاعات الثروة الحيوانية فيها تقضى 8 اشهر فى بحر العرب وهذا يمثل مستقبل خطير فى حالة انفصال الجنوب
وفي اطار اهتمام وزارة الزراعة والغابات بموضوع الامن الغذائي للانسان والحيوان و ضمن مهام ادارة المراعي والعلف الاتحادية فقد تم مسح المصادر العلفية وموارد مياة شرب الحيوان وتقدر حجم الفجوة العلفية وادارة المياة للموسم 2009م حيث تم الاعتماد علي مصادر المعلومات الثانوية والتي شملت التقارير الولائية محور التقرير ، البيانات الاولية جمعت علي مستوي الولاية والخرطوم والزيارات للمواقع الرعوية بالولايات المختلفة .
فيما بلغت تقديرات الثروة الحيوانية بالولايات التى شملها المسح (99,63 ) مليون راس ما يعادل 71% من جملة القطيع البالغ عدده 40 مليون راس وفق تقديرات العام 2009م (48,993 ) مليون وحدة حيوانية تحتاج الى (87, 44 ) مليون طن علف مادة جافة على اساس الصيانة واضعين فى الاعتبار الانتاج والنمو يمثلان مرحلة اخرى للموازنة كما حسبت الاحتياجات للفترة الحرجة ديسمبر 2009 يونيو 2010م وبمقارنة الاحتياجات مع المتاح نجد العجز الكلى بلغ حوالى (46,52) مليون طن
واشار التقرير الى ان القطاعات الاكثر هشاشة هى دارفور متثملة فى الوسط والغرب اذ بلغ فى قطاع دارفور(_ 17.3 )مليون طن اي ما يعادل 32.35% من جملة العجز الكلي ويتوقع ان يزيد اذا لم تحصد المناطق الرعوية ذات المرعي الجيد شحيحة المياة يليها القطاع الغربي (_14.5) مليون طن ،يلي ذلك القطاع الاوسط (_10.93 ) مليون طن والشرقي(_ 2.48) مليون طن ثم الشمالي(_1.289) مليون طن
ويتوقع ان يذيد الضغط علي المناطق الجنوبية في جنوب دار فور وجنوب كردفان والقضارف والنيل الازرق وقد تتداخل الماشية في المراعي الحدودية وهذا الوضع يتطلب معالجات طويلة الاجل اضافة للمعالجات الانية .
الاان رئيس اتحاد الرعاة سعد العمدة ارجع تدهور المراعى الى قلة الامطار وحمل ادارة المراعى والاعلاف المسئولية بعدم نثر البذور فى الوقت المناسب مشيرا الى ان وتحرك الرعاة من مناطقهم الى المراعى المجاورة ادى الى نزاعات بين القبائل بجانب عدم الاستقرار واوضح ان الهجرة بالمواشى من منطقة الى اخرى يؤدى الى نفوق وضعف الحيوانات مما يقلل من قيمتها الانتاجية وعدم التوالد اضافة الى ان الرعى الجائر وعدم ثقافة الرعاة بالتعامل مع المراعى الطبيعية يعتبر واحد من مسببات تدهور المراعى مشددا ان الدولة اذ لم تعد خطة اسعافية عاجلة ستفقد البلاد جزء كبير من الثروة الحيوانية وقال العمدة ان كل هذه الاسباب ستؤدى الى تدنى فى اسعار المواشى وارتفاع فى اسعار الاعلاف خاصة الذرة ولسد الفجوة العلفية طالب رئيس اتحاد الرعاة باعفاء القيمة المضافة لكل الاعلاف واعفاء منتجى الثروة الحيوانية من كافة الرسوم الولائية والمحلية معاد الذكاة اضافة الى فتح باب الاستيراد للعلاف واعفائها من الجمارك ودعا العمدة الى السعى الجاد للزراعة الاعلاف فى المشاريع المروية مشددا على الاهتمام بصناعة الاعلاف والمراعى الطبيعية ورفع قدرة الرعاة للتعامل مع المراعى الطبيعية داعيا الى انشاء وحدة قوية لحماية المراعى الطبيعية ومزارع رعوية نموذجية لنقل القطاع الرعوى من قطاع تقليدى الى قطاع حديث
لتقدير الانتاج المتاح والمستغل لغذاء الحيوان واحتياجاتة فقد وضعت بعض الفرضيات بناءا علي ذلك فقد قدرت مساحة المراعي الطبيعية ( الحشائش والشجيرات والاشجار العلفية ) في ولايات السودان الشمالية للعام 2009م حوالي( 88379.5) الف فدان منتشرة في اقاليم مناخية مختلفة .
بلغت جملة المصادر العلفية المتاحة للحيوان حسب تقرير الفجوة العلفية للعام 2009م بحوالي (40.92) مليون طن من المادة الجافة بما يعادل 47%فقط من جملة الاحتياج الكلي ، وتشمل هذه الكميات المراعي الطبيعية 22.5 مليون طن عبارة عن حشائش كما قدر القضم ب1.53 مليون طن (الشجيرات والاشجار العلفية) وجدير بالذكر ان هنالك مواقع تتوفر فيها مراعي جيدة الا انها تفتقر لمياة الشرب مما يجعلها بعيدة عن متناول الحيوان ، وهذا يوثر سلبا علي درجة استغلال العلف المتاح ويجعلها عرضة لخطر الحرائق الموسمية .جل هذه المواقع يمكن ان تستغل لسد العجز المحلي والقطاعات المجاورة اذا اديرت وتمت حمايتها ، من خلال انشاء شبكات خطوط النار وتوفير مصادر مائية او حزم ومعاملة العلف .
وكشف التقرير ان كمية المخالفات النباتية الزراعية الحقلية حسبت بما يقرب من (15.97) مليون طن تساهم بحوالي 18% من جملة احتياج القطيع القومي بالقطاعات الخمسة وتوفر مشاريع انتاج قصب السكر كميات هائلة من المخلفات تشمل السيقان والزعازيع على مستوى الحقل والبقاس كمخلف صناعة السكر ونسبة لغياب المعلومة عن كيفية ادارة المخلفات واسغلالها ومدى تدويرها اتغذية الحيوان لم تحسب ضمن المخلفات , اما الاعلاف المروية قدرت بحوالى 0,82 مليون طن واهم مراكز انتاجها الولايات الشمالية والولايات الوسطى والولايات الشرقيةفيما قدرت الاعلاف المركزة بحوالى 0,2 مليون طن وشملت الحبوب المستغلة لتغذية الحيوان كذرة والدخن والامبازات والمولاس والعلائق البسيطة .

ومن اهم المحددات لتقدير المصادر العلفية عدم دقة المعلومات وعدم توفر الكوادر الفنية المدربة في مجال اعداد المعلومات المتعلقة بحصر وحساب المخلفات للاستفادة بها كاعلاف للحيوان . وعدم وجود المرجعية المؤسسية التي يمكن الاعتماد عليها او القياس بها لبعض المصادر العلفية عدم وضعف التنسيق بين الجهات ذات الصلة بانتاج وتوفير المصادر العلفية ، وفوق ذلك عدم الثبات في مساحة المراعي التي يستقلها الحيوان سنويا.
اما بالنسبة للميزان المائي فقد اتضح ان هناك علاقة طردية بين كمية الامطار والعلف المنتج ، اذ ان الانحراف الاكبر لمتوسط الهطول بمراصد القطاع الغربي والشرقي وقطاع دارفور( _73.83)و(_73.15 )و(_58.1 ) علي التوالي وهي القطاعات المتاثرة اكثر بالفجوة العلفية وهنالك عوامل اخري مثل النسبة العالية وعدد الوحدات الحيوانية وعدد وكفاءة المواعين التخزينية للماء وتوزيع نقاط المياة ومن اهم النتائج لذلك تحرك الرعاة جنوبا منذ اواخر سبتمبر والتمركز حول حواف الاودية الرئيسية واللجوء لجلب الماء بالفناطيز والاحتكاكات بين الرعاة والمستقرين والرحل واختلال حركة الرعاة التقليدية .
تجدر الاشارة الي ان التقرير تناول وضع المرعي والماء بالمسارات اذ هي تمر عبر مناطق رعوية خالصة يتوفر فيها المرعي الجيد مع توفر المياة السطحية و استعرض الاسباب التي ادت الي تدهورها والجهود المبذولة لتنمية وتاهيل المسارات .
وبالرغم من هذا الوضع فان هنالك فرص متاحة لتجاوز الفترة الحرجة مثل تنوع المصادر العلفية وجودة القيمة النسبية لبهيمة الانعام السودانية البيئة المواتية للشراكة مع المجتمع الدولي في ظل برامج القيمة والاهداف الالفية (برنامج سفسيا )لتوفير المعلومات من خلال المسوحات الاساسية لتقدير الانتاج وتقدير الاحتياج لكل المصادر العلفية بالسودان .واوصى التقرير بضرورة وضع سياسة داعمة لتنمية وحماية الموارد الطبيعية وتوفير المعلومات من خلال المسوحات الاساسية لتقدير الميزان العلفي ووضع استراتيجية للفترات الحرجة والاهتمام بالبحث العلمي للمراعي ، كما اشتمل التقرير علي مقترحات حلول انية واخري اجلة لضمان الاستمرارية .

ليست هناك تعليقات: