الأحد، 24 يناير 2010

هذا الواقع
بله علي عمر
ballaao@hotmail.com

الكهرباء .... عندما تغيب المؤسسية


حتي الآن والي حين إشعار آخر تبقي الهيئة القومية للكهرباء هي ذراع الدولة المعني بتوليد وتشغيل وتوزيع الكهرباء بالبلاد اذ ظلت تقوم بهذا الدور بالبلاد منذ عام 1908 عندما تم تركيب اول مولد كهربائي في موقع محطة بري حاليا ان هذا يعني ان الهيئة ظلت لاكثر من مائة عام تدير امر الكهرباء بالبلاد ما منح كادرها البشري من الخبرات التراكمية ما جعله قادرا علي اداء دوره كاملا ... وخلال هذه العقود دخلت العديد من مواعين التوليد ما يفوق كل الموجود , فتمكنت الهيئة من امتصاص التوليد من خزان الدمازين بطاقة (280) ميقاواط بسلاسة رغم ان الكمية التي دخلت من خزان الروصيرص تشكل ثلاثة اضعاف الطاقة الموجودة بالشبكة القومية ورغم ذلك لم يسمع احد ولم يعش معاناة الاطفاء العام او ما يعرف ب( Black Out ) .
مؤخرا قامت الدولة بتكوين ما اسمتها بوحدة تنفيذ السدود بغرض تشييد السدود في اطار الاستفادة من كامل حصة الببلاد من مياه النيل وبدات الوحدة بتشييد خزان الحماداب الذي ظل يعول عليه كاجد المحاور الرئيسة للتوليد
لقد استصحبت الوحدة استراتيجية الهيئة القومية للكهرباء في المشروع الذي تضمن تركيب (10) توربينات للتوليد الكهربائي لمد الشبكة بحوالي (1250) ميقاواط فاستبشر الناس خيرا لتقوم الهيئة بتشييد الخطوط الجديدة (110-220) فولت الي دنقلا وحلفا والي بورتسودان وغربا اتجهت الخطوط عبر بادية كردفان نحو بابنوسة والفولة , كانت هنالك خطوط اخري الي الرنك والقلابات علي الجدود مع الجارة اثيوبيا .... وفي القري والبلدات كان الاهالي مشغولون بالشبكات الداخلية , فالحماداب بداية الغيث فهناك ام دباكر والفولة وعلي الطريق بورتسودان وغيرها وظل الناس في انتظار دخول المزيد وذلك بسعادة بالغة غير ان معالم الشقاق بين الهيئة ووحدة السدود الجمت الفرح والحبور .
ولان الهيئة وحتي تاريخه هي الذراع الرسمي المعني بامر الكهرباء فهذا يعني انه حري بها وضع المواصفات الخاصة بالتوربينات والمشاركة بفعلية
في كافة مراحل تنفيذ المشروع حتي اذا اكتمل استلمته من المقاول وغدت مسئولة بامر التشغيل والنقل عقب انتهاء العمل بالمحطة لضمان استقرار الامداد وحتي تتم مساءلتها عند الاخفاق

كان ذلك هو النهج المتوقع والصحيح بيد اننا فوجئنا بالصراع بين وحدة تنفيذ السدود و الهيئة القومية للكهرباء فالوحدة كاني بها تري انها المعنية بتشغيل المحطة وانها المعنية بتحصيل قيمة ما تضخه في الشبكة كيف لا وهي من جلب المال , وسهر الليالي يفاوض بيوت التمويل حتي تساهم في تنفيذ المشروع وانها من ضمن لهذه البيوت استرداد كامل حقوقها وانها من مكثت ليلها وضحاها بطول مدة تنفيذ المشروع تعمل لاجل تنفيذه حتي خرج للملآ يبشر بزوال اسباب الظلمة والتخلف ., تتركه للاخرين

لقد قامت وحدة تنفيذ السدود بما يليها بصورة تستحق بها الشكر من عموم اهل السودان وتقول المؤسسية ان مسئولية الوحدة تنتهي بنتهاء تنفيذ المشروع لتتسلمه الجهات المعنية , اما الحديث عن انها الضامن للتمويل وان ذلك يمنحها حق ادارة المشروع وبيع انتاجه فذلك حديث مردود فالضامن هو حكومة السودان ووزارة المالية وعلي الوحدة الالتفات لتنفيذ مشروع اخر بدلا عن التعارك في غير معترك .
ان غياب النظم والمؤسسية هو السبب وراء حالة الصراع بين وحدة السدود ووزارة الطاقة وخلق زراع لتنفيذ السدود واتباعه لرئاسة الجمهورية في حد ذاته دليل دامغ علي غياب النظم والمؤسسية في ظل وجود وزارة الري التي من اوجب مسئولياتها وضع الدراسات لمشاريع السدود وسبل توفير التمويل والتنفيذ وفي كل دول العالم تجد مثل هذه الوحدات داخل وزارة الري اما فصلها وجعلها وحدة رئاسية فهو امر
مثير للجدل كما انه يرسخ الانطباع بان حكومتنا لا تعمل وفق النظم والمؤسسية كما انه يمنح
ادارة مثل هذه الوحدات الاحساس بانها مسنودة بقوة بدليل ان الوحدة لا تتصارع الان مع الهيئة القومية للكهرباء وانما مع وزارة الطاقة

ليست هناك تعليقات: