الأحد، 24 يناير 2010

هذا الواقع
بله علي عمر
ballaao@hotmail.com

زمان السقوط يا بيييييييه !

يعتبر الدكتور جلال امين من اميز المفكرين المصريين اضافة لكونه عالم اقتصاد واستاذ جامعي ، من أشهر كتبه كتاب "ماذا حدث للمصريين" الذي شرح فيه التغير الاجتماعي والثقافي في حياة المصريين خلال الفترة من 1945إلى1995 أي خلال نصف قرن من الزمان .
الكتاب يقدم تصويرا بارعا لما آل إليه المجتمع في نهاية القرن العشرين، في الاقتصاد و السياسة و الثقافة و الإعلام، و في العلاقات الاجتماعية، بما في ذلك العلاقة بين الطبقات، و بين الناس و الحكومة و يرى أمين في خلاصة كتابه أن المصريين باتوا مشغولين بأمر واحد هو سر تعاستهم، ألا وهو الاستعلاء والتفاخر والتكابر والاستقواء على بعضهم البعض
ويبدو أن جلال أمين يأس من علاج المصريين من هذا المرض العضال على المدى المنظور مما دفعه إلى التعبير في بداية كتابه عن اعتقاده بأن مرض المصريين متوغل متجذر لن يشفى سريعا، وأنه يعيق تقدم المجتمع ويعد سببا رئيسيا في تعاسته على المستويات الثقافية والسياسية والاجتماعية، وأن علاج السياسات الحكومية لن يجدي وحده لوقف تدهور المصريين، وذلك لأن مرض المصريين ليس سياسيا محضا بل هو اجتماعي اقتصادي سيطر علي قلب المجتمع المصري بشكل يحتاج عقود لعلاجه.
سبب المرض براي امين هو التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي تعرض لها المصريون منذ عام 1952 حيث دفعت الثورة عجلة الحراك الاجتماعي في مصر بشكل غير مسبوق وبسرعات عالية وبدون وعي بتبعاتها الاجتماعية والثقافية نظرا لضعف الخلفية الفكرية والثقافية لقادة الثورة المصرية أنفسهم، حتى أن جلال أمين سخر من هؤلاء القادة لأنهم لم يجيدوا الحديث في خطاباتهم باللغة العربية ولم يكونوا معنيين بالاستقلال الفكري والثقافي في الوقت الذي كانوا مشغولين فيه باللحاق بالغرب سياسيا واقتصاديا.
الثورة وما تبعها من سياسات اقتصادية وسياسية كبرى مثل التصنيع والإصلاح الزراعي ثم الانفتاح والهجرة الخارجية والعولمة قلبت الهرم الطبقي في مصر رأسا على عقب لأنها دفعت بفئات واسعة من الطبقات الفقيرة والمتوسطة المصرية إلى أعلى السلم الاجتماعي المصري بشكل سريع وغير مسبوق.
ليأتي صعود تلك الفئات إلى أعلى كارثة ولعنة حلت بالمصريين لأن تلك الفئات صعدت في غالبية الأحيان إلى أعلى السلم الطبقي في مصر دون جهد يذكر ودون وعي كافي مما جعلها مشغولة بإثبات مكانتها الجديدة بشكل مرضي أحيانا كثيرة نابع من "عقدة نقص" ركزت بسببها تلك الفئات على إذلال إخوانها المصريين من أبناء الطبقات الفقيرة .
كنت حريصا علي استصحاب راي الدكتور جلال امين عندما اردت تخصيص هذه المساحة للحديث عن هذه الهجمة المصرية الشرسة ضد السودان في اعقاب مباراة مصر والجزائر التي استهدفت النيل من السودان وشعبه وكشفت الحملة ازمة الاعلام المصري وما صار اليه .
لقد ظلت الوسائط الاعلامية المصرية منذ الاربعينات هي الموجهة للراي العام العربي وكان القائمين عليها في درجة من الوعي والمسئولية ساعدعم وجود عدد من المتميزين في مجالات الاداب والثقافة والفنون ملتزمون بالهم العام فكان شوقي العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وفي مجال السينما والمسرح برزت العديد من الاسماء من لدن يوسف وهبي ونجيب الريحاني .

مضت حقبة الازدهار وجاء عصر الانحطاط والذي وضحت معالمه علي الاعلام المصري فتراجع عن دوره وتجاهله المتلقي الي اعلام اخر سواه ولم يعد الاعلام المصري سبيلا غير قذف الاخرين فها هو العجوز المتصابي ابراهيم حجازي ذي السبعين خريفا يتقدم مجموعة المهرجين محاولا النيل من السودان وشعبه وحجازي معروف عنه اجادة قذف الاخرين ويعرف من السباب ما يجعلك تجزم انه يجيد الاساءة للاخرين منذ كان نطفة في رحم امه والعارفون بتاريخ الرجل يعرفون ان قاموسه لا يحتوي علي مفردة محترمة فكل الشعوب العربية لحقتها بذاءات واساءات حجازي .ان علي الحكومة السودانية اتخاذ مواقف واضحة تجاه الحملات والاستخفاف المصري الذي تكرر مؤخرا اكثر من مرة واذا كانت مشكلة بعض وسائل الاعلام المصرية صعود الصعاليك فهذه ليست مشكلة السودان وشعبه

ليست هناك تعليقات: