الخميس، 23 أكتوبر 2008

بين هلال الامة ومريخ الوالي

لا يخفي الاهلة هذه الايام سخطهم علي الحكومة التي يذهبون الي انها تواصل تغييب اعظم العلامات في تاريخ السودان فاذا كانت حتي الامس القريب قد تجاهلت اكتوبر التي تعتبر من اعظم ملاحم الامة وكانت الانقاذ قبل ذلك قد جففت حنتوب وطقت ووادي سيدنا ووفقا لراي الكثيرون فان ذلك التوجه يهدف لاسقاط كل تلك المنارات من ذاكرة الامة , والانقاذ التي جففت سياساتها الاسرة الممتدة التي قوامها الحبوبة والخالة والعمة اجبرت عشا البايتات ومقنع الكاشفات علي اعلان افلاسه والزج ه في السجون بسبب اعساره نتيجة سياسات المجففين الجدد.
واذا كان اهل السودان عبر تاريخهم ظلوا يشجعون الهلال والمريخ فان تباينهم الرياضي لم يكن تضاد بل كان تباينا محببا كان الاهلة الذين يشكلون غالبية اهل السودان يداعبون اهل المريخ ويصفونهم بالجالية خاصة وان المريخ كما يري الاهلة قد ظل تاريخيا مرتبطا بالاشقاء من لجاليات الاجنبية فيما ارتبط الاهلال بالحركة الوطنية , كان المريخيون يتفاخرون باقليتهم ويرون انهم صفوة المجتمع , وقبيل انقلاب الاسلاميين في 1989 كانت لفظة هلالابي في القاموس السياسي للاسلاميين تعني اخو مسلم وذلك وفقا لما ظل يؤكده العديدين من اركان النظام , بعد سنوات من الحكم وفي اعقاب تدفق ثورة النفط كشفت الحكومة قد قناعها الجديد , صار وزراء الحكومة وكبار منسوبيها يعلنون مريخيتهم في افتقار تام لاسباب الدبلوماسية واللباقة بل ان احد الوزراء وصف الاهلة انهم الرجرجة والدهماء , ان هي الا شهور من محاولة النيل من الهلال حتي بدات ثورة التصحيح بالمريخ اذ تم صرف ملايين الدولارات علي ملعب استاد المريخ , قد يقول احدهم انها اموال جمال الوالي رئيس نادي المريخ , بيد ان ثمة تساؤل منطقي رغم ايمانا التام بان السيد رئيس نادي المريخ رجل فاضل ومن اسرة ممتازة وعلي خلق ولكنها لم تكن من الاسر التي عرفت بالثراء الذي يمكن ابنها جمال الوالي الذي هو في الاربعينات من العمر من توفير هذه الاموال الخرافية التي تمكنه من الصرف علي لمريخ علي هذا النحو مما جعل الاهلة يؤكدون بان الحكومة والمؤتمر الوطني هما من يوفر الموارد لبناء المريخ عبر ابنه (البار) .
علي الصعيد الاخر ورغم ان الحكومة قد جاءت بجمال الوالي عبر بوابة التعيين فقد ظللت تتفرج علي الهلال وتركته لصلاح ادريس الذي فشل في تنفيذ المشاريع التي وعد بها عند بدء الانتخابات التي جاءت به رئيسا , ورغم ان امة الهلال ظلت لا تبالي بالصرف علي المريخ بل تبارك ناي الهلال عن الحكومة وتري ان الهلال لن يدار الا ديمقراطيا – رغم افتقاد مجتمعه للديمقراطية – ولكنهم اي الهلاليون يرون ان بعد الحكومة الحالية ومؤتمرها الوطني عن الهلال دليل عافية لان بقاء الهلال قلعة للديمقراطية يعطي امته الامل في عودتها يوما , هذا الراي يخالفه الكثيرون من الاهلة الذين يذهبوبن الي ضرورة التصدي للمؤمرة التي تعمل لتجفيف الهلال غير ان اصحاب الراي اول يذهبون الي ان الهلال برز ليبقي وانه من نسيج امته التي تمكنت من تجاوز كل المتاريس التي حاولت سد طريقها في الحياة الكريمة وان اعداء الهلال من الانس والجن لو اجتمعوا علي ازالة البشارة فلن يفلحوا , صحيح قد يتعرض الهلال لبعض حالة الخسوف والعتمة ولو طال ليلها كما طال ليل السودان فانها الي زوال .
اما محاولات جمع الهلاليون من اركان النظام بغية خلق حالة من التوازن في الصرف فلا يتوقع له ذلك لان الانتماء الرياضي لغالبية اركان النظام واضحة وضوح رابعة النهار واذا كان بينهم اهلة فهم صامتون لاحد سببين اما لانهم عاجزون عن مواجهة الجانب الاخر او ان مصالحهم الشخصية تتطلب منهم الصمت وعدم الصدح بالحقيقة .
لقد اثارت صفقة اللاعب النيجيري ستيفن وارقو للمريخ مقبال صفقة تجاوزت الخمسة مليار جنيه وفق ما اعلن الكثير من علامات الاستفهام خاصة ان الصفقة تتم في بلد يعاني 90% من سكانه الجوع كما انها تتم في بلد تعجز فيه الدولة عن توفير مياه الشرب وكراريس التلاميذ وطباشير الكتابة للمدارس كما اضطرت بعض مناطقه لحمل السلاح للحصول علي الحد الادني من الخدمات وهذا الحد الادني لا يتجاوز نقطة غيار او دونكي . احد المقربين من ادارة المريخ اكد لي بان الصفقة القادمة ستكون بالتعاقد مع احد اميز اللاعبين من الفرقة الزرقاء وهذا التوجه ليس بمستبعد فالنفط في السودان موجه لشيئ واحد هو الخسف بالهلال للارضين السبع ولا حول ولا قوة الا بالله !

ليست هناك تعليقات: