الخميس، 11 سبتمبر 2008

التغيير المناخي 2




التغيرات المناخية ..... اعادة هيكلة الحياة فوق الارض2
الخبير الوطني اسماعيل الجزولي: المطلوب الاجماع الدولي للحد من الانبعاثات
البحوث اكدت ان السودان من الدول المتاثرة والمطلوب التكيف مع المتغيرات


التغير المناخي هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض و للعامة يمكن القول ان التغير المناخي يعني تغير خارطة هطول الأمطار مواقيتا وكميات وما يستتبع ذلك من تغير في درجات الحرارة تؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية مما يجعل التغير المناخي مشكلة حقيقية تحدث الآن وتتفاقم باطرادلقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في المئة والخمسون عاما الماضية إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الاحفوري الذي يشمل النفط والغاز والفحم لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.تتمثل عواقب التغير المناخي يتفاقم عدد البشر المهددين وترتفع نسبة الأنواع المعرضة للانقراض من 20% إلى الثلث بينما من المتوقع أن تؤدي العواقب المالية للتغير المناخي إلى تجاوز إجمالي الناتج المحلي في العالم اجمع مع حلول العام2080 ومن ابرز مخاطر التغير المناخي انه يودي بحياة 150 إلف شخص سنويا , والتهديد بانقراض 20% من الحية البرية بحلول العام 2050 وتكبيد الصناعة الزراعية العالمية خسارات بمليارات الدولارات.
في الحلقة الثانية من ملف التغيرات المناخية تجلس (الصحافة) الي اسماعيل الجزولي الخبير الوطني واحد اعضاء الفريق العالمي العامل لمواجهة مخاطر التغير المناخي اذ انتخب عضوا بمكتب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ويشغل نائب رئيس اللجنة الثالثة لتخفيض الانبعاثات ممثلا لافريقيا عبر الحوار التالي :
ماهوسبب التغيير المناخي ؟
السبب تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ومصادر الغازات هي الطاقة الاحفورية، الصناعة ، الغابات ، استخدامات الاراضي ، الزراعة ، النفايات.
ماهي الاثار المترتبة عن التغيرات المناخية؟

الآثار المتوقعة تشمل ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والارض و ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي
لزيادة معدل حدوث وشدة الظواهر الجوية الشاذة مثل الجفاف والفيضانات كما ينعكس الامر سلباً علي الامن الغذائي ووفرة المياه العذبة ، الصحة والمستوطنات البشرية
ماهي الجهود الاممية لمواجهة الموقف ؟
تمثلت الجهود العالمية في الاعتراف بظاهرة تغير المناخ عام 1972 في استكهولم ثم وقعت 152 دولة علي الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ عام 1992 في البرازيل ليتجاوز العدد الان اكثر من 188 دولة اعقب ذلك وضع بروتوكول كيوتو 1997بهدف البدء في تنفيذ خطة عمل بونس ايرس 1998 وقد تم انشاء 3 صناديق لتمويل انشطة الدول النامية والاقل نمواً في مجال التكيف مع الاثار السالبة لتغير المناخ
ما جدوي الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ ؟
تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في مستوى يحد من تأثيراتها الضارة على المناخ العالمي وبما يمكن النظم الايكولوجية من اعادة توازنها وقد وقع السودان عليها في 1992 وصادقها في نوفمبر 1993دخلت حيز التنفيذ في عام 1994 وعقد اول مؤتمر اطراف لها في عام 1995 وانعقد مؤتمر الاطراف رقم 13 في ديسمبر الماضي في بالي
وماذا عن بروتوكول كيوتو ؟
هو آلية تنفيذ الاتفاقية تم اعتماده في 1997 في مؤتمر الاطراف الثالث في اليابان كآلية او لائحة للاتفاقية ووقع حتى الآن 133 دولة بهدف تخفيض معدلات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للدول الصناعية و مساعدة الدول النامية في مجالات التنمية المستدامة دخل حيز التنفيذ في 16 فبراير 2005 . بعد مصادقة روسيا صادق السودان عليه في فبراير 2005
صدر مؤخرا التقرير الرابع للهيئة الحكومية لتغير المناخ ماهي ابرز ملامحه؟
اوضح التقرير ان ان هنالك تغيرات مناخية وارتفاع في درجات الحرارة ترجع في الاساس للنشاط البشري
الملاحظات المباشرة علي تغير المناخ حاليا علي المستويات ، القارية والإقليمية وقاع المحيطات تمت ملاحظة تغيرات علي المدي الطويل تمثلت في تغيرات في درجات الحرارة والجليد في القطب الشمالي وتغيرات واسعة الانتشار في كمية التهطال وملوحة البحار ونمط الرياح.
وحدوث تغيرات مناخية متطرفة تشمل (الجفاف – التهطال العالي – موجات حرارة وزوابع مدارية حادة)
ومن النتائج الهامة لهذا التقرير زيادة ملحوظة في التهطال في الجزء الشرقي من شمال وجنوب أميركا – أروبا الشمالية وشمال وأواسط آسيا وتكرار التهطال في كثير من الأراضي يتوافق مع الاحترار وزيادة التبخر اضافة الي جفاف في مناطق الساحل – البحر الأبيض المتوسط وأجزاء من جنوب آسيا وحدوث فترات جفاف حادة ومتكررة وطويلة من عام 1970 في المناطق المدارية وشبه المدارية.اضافة اليالتغيرات الأخري (الحالات الجوية الشاذة) المتمثلة في التغيرات الحادة في درجة الحرارة وبرودة في الجو ليلاً ونهاراًوازدياد حدة الاعاصير المدارية خاصة في شمال الأطلنطي منذ عام 1970 مقرونة بزيادة في درجات حرارة سطح البحار المدارية.
ماهي أنعكاسات تغير المناخ علي أفريقيا
أفريقيا واحدة من أكثر القارات المعرضة لتغير المناخ نظرا لقلة مقدرتها علي التكيف.
فبنهاية القرن الـ 21 سيؤثر إرتفاع البحر في المناطق الساحلية والمنخفضة والدول الجزرية وستشهد الشعب المرجانية والمانجروف تدهورا سيشهد الحزام من السنغال حتى السودان دورات جفاف حادة ونقصان في مياه الانهار .الدول الفقيرة والفقراء اكثر تأثراُ والريف اكثر تأثراً لاعتماده علي الموارد الطبيعية كذلك الاطفال والنساء سيكونون اكثر عرضة لآثار تغير المناخ خاصة هناك عوامل غير مناخية تزيد من تأثرهم وسيتعرض ( 75 – 250 ) مليون معرضون لنقص في المياه كما يتوقع نقص لكمية جريان المياه في الانهار مما يوثر علي مخزون البحيرات وتوليد الطاقة
كبف سيكون موقف انتاج الغذاء ؟
سيكون هنالك نقص في عدد ايام الموسم الزراعي والاراضي الصالحة للزراعة المطرية وينجم عن ذلك نقص في الانتاج والانتاجية قد يصل الي 50% كما يمتد الاثر الي قطاع الثروة الحيوانية والسمكية
ماهو مستقبل الاوضاع الصحية؟
سيكون هنالك ازدياد في امراض سوء التغذية كما سترتفع معدلات الاصابة بالتهاب السحائي كما ان 80ا مليون شخص سينضمون الي قائمة من يعانون الملاريا اضاقة الي زيادة الاصابات بحمى الوادي المتصدع
ماهو اثر التغير المناخي علي النظم الايكولوجية:
ستعاني حوالي 10 – 15% من حيوانات الحظائر القومية من مخاطر متعلقة بتغير المناخ اضافة الي نقص في اعداد الطيور النادرة قد يصل الي 50% وانتشار في انواع الحيوانات المتوحشة دهور في الشعب المرجانية
زيادة في الاراضي القاحلة وشبه القاحلة بنسبة 8%
ماهي اثار وانعكاسات التغير المناخي علي التنمية ؟
اولي وابرز اثار التغير المناخي تتمثل نقصان في الناتج المحلي الاجما لي يؤدي الي زيادة الفقر
تعويق تحقيق الاهداف الانمائية و ندرة في الموارد جراء التصحر والجفاف و كلها تؤدي الي النزوح مما يترتب علي ذلك من تكلفة اضافية
ماهي آثار تغير المناخ علي السودان ؟
يعتبر السودان من الدول التي ستتأثر بقدر اكبر من جراء ظاهرة تغير المناخ وذلك لان
معظم اراضية حساسة جداً للتغير في درجات الحرارة ومعدلات الامطار وهشاشة النظم الحيوية فيه
اضافة الي ضعف البنيات التحتيه والاقتصادية كما ان الامن الغذائي يعتمد بشكل رئيسي علي الامطار
كما ان اكثر من 70% من سكانه يعتمدون مباشرة علي موارد حساسة لتغير المناخ لذلك تعتبر استراتجية التكيف مع آثار تغير المناخ من اهم اولويات العمل في هذا المجال
هل تم اعداد اية دراسات لاثار تغير المناخ؟
اجريت الدراسات لآثار تغير المناخ ضمن انشطة مشروع بناء القدرات لمعرفة حجم المشكلة وقدتم اختيار اقليم كردفان بولاياته الثلاثة كمنطقة للدراسة شملت الدراسات الزراعة (محصولي الذره والدخن) و المياه اضافة الي الملاريا وقد شارك في هذه الدراسات خبراء من هذه القطاعات ومن الارصاد الجويه. وبدعم فني من معهد استكهولم للبيئة ببوسطن اشارت النتائج الاولية لهذه الدراسات الي انه خلال الـ 30 عام القادمة سوف يحدث انتقال في نطاقات المناخات الزراعية في اتجاه الجنوب الجغرافي نقص محتمل في انتاجية محاصيل الذرة والدخن قد يصل الي اكثر من 50% من بعض المناطق التي تزرع حالياً ووجد ان محصول الذرة قد يتأثر بارتفاع درجة الحرارة وتناقص معدلات الامطار بدرجة اكثر من الدخن مع امكانية حدوث تدني في انتاجية الصمغ العربي بنسبة تتراوج بين 25 - 30% كذلك اشارت النتائج الاولية للدراسة الي نقصان معدلات هطول الامطار وازدياد معدلات التبخر (ارتفاع درجة الحرارة) قد يؤدي الي نقصان في الموارد المائية واحتمال زيادة معدلات انتقال مرض الملاريا بين شهري اكتوبر-ديسمبر وانخفاض في حالات الاصابة بالملاريا خلال ابريل – مايو بسبب ارتفاع درجة الحرارة كما توقعت الدراسة تغير في الانتشار الجغرافي للملاريا وازدياد في عدد الاصابات توضح هذه الدراسات بجلاء حجم التحديات المستقبلية وتعطي مؤشرات هامة للبحوث والتخطيط التنموي
هل هذه النتائج تعتبر كافبة لصياغة برامج محددة لمواجهة هذه الآثار
غير كافية السالبة اذ شابها العديد من المحددات نورد منهاعدم ملائمة النماذج الحاسوبية التي استخدمت في الدراسة بجانب اشكالات في التطبيق و قلة المعرفة والخبرة في مجال استخدام النماذج الحاسوبية في هذا المجال صعوبة الحصول علي المعلومات المكتملة كما ان بعض المعلومات غير متوفرة وتحتاج لاجراء بحوث ودراسات لجمعها
ماذا ان تجربة مشروع بناء القدرات ؟
اقيمت العديد من ورش العمل والدراسات بمشاركة اكثر من 300 مشارك في التدريب واعداد تقرير السودان ومراجعته واجازته وقد تم تأسيس نقاط اتصال في عدد من المؤسسات وثيقة الصلة بتنفيذ اتفاقية تغير المناخ
وقد شملت الدراسات والتقييم العلمي معظم القطاعات ذات الصلة بتغير المناخ (الطاقة ، الصناعة ، الغابات ، الزراعة) كما تم اعداد تقرير الاتصال الاول Sudan First National Communications وتم تسليمه لسكرتارية الاتفاقية ايفاءاً باهم التزامات البلاد وقد اشادت به السكرتارية كتابتةً وقد حوى تقرير الاتصال الاول دراسة لمحصلة غازات الاحتباس الحراري وتحليل لخيارات خفضها في السودان، دراسات آثار تغير المناخ واجراءات التكيف

ليست هناك تعليقات: