الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

القمح في الجزيرة


القمح في الجزيرة
التحالف يثمن الرفض والاتحاد يؤكد زراعة المساحات المستهدفة
زراعة (85%) من المساحة وانسياب المدخلات يؤكدعدم صحة ادعاءات الرفض
تحقيق : بله علي عمر
بات توفير الغذاء يشكل هاجسا للحكومات والشعوب رغم تراجع أسعار القمح في الاسواق الامريكية الي اكثر من 40% منذ المستويات التاريخية التي بلغتها مطلع العام الجاري، بفضل محاصيل يتوقع ان تكون قياسية، لكنها تبقى اعلى بمرتين مما كانت عليه مطلع 2007، نظرا للطلب المتزايد عليها. وتراجع سعر صاع القمح، حوالي (27 كلغ) في سوق المواد الاولية في شيكاغو (شمال) اغسطس الماضي، الى 7.9025 دولار. وقد انخفض بذلك 41% عن المستوى القياسي الذي سجله في 27 فبراير وكان 13.4950 دولار. وبعد اشهر من الارتفاع، سادت موجة من الهلع في بداية السنة الاسواق التي كانت تخشى ألا تكفي المخزونات الاميركية التي اعتبرت ضعيفة، لتلبية الطلب قبل حصاد الصيف. وقال بيل نلسون المحلل في دار الوساطة «فاشوفيا سيكيوريتيز»، ان «البعض كانوا يعتقدون ان المخزونات ستتراجع الى ادنى مستوى لها منذ الحرب العالمية الثانية، لذلك ارتفع سعر القمح الغني بالبروتينات، ويستخدم خصوصا لصنع العجين في مينيابوليس (شمال) الى اكثر من عشرين دولارا للصاع الواحد فجأة». وفي اطار هذه التوقعات، غير ان رصد لحركة السلعة ابرزت مخاوف مراقبي حركة السلع الغذائية الي الخوف من ان يؤدي تكالب المستثمرون على شراء هذه المادة الاساسية في مجمل الاسواق العالمية الي صعود اسعارها مرة اخري ما دفع بالحكومات الي اتخاذ جملة من التدابير لتوفير مخزونها الاستراتيجي وفي البلاد تبدو الصورة غاتمة فبينما يشير تحالف المزارعين المعارض بالجزيرة الي نجاح استراتيجيته في حث المزارعين علي رفض زراعة القمح بسبب ارتفاع مدخلاتها يذهب اتحاد مزارعي الجزيرة الي ان المزارع الذي تجاوز مرحلة التحريض مشغول الان بزراعة المزيد من الاراضي - الصحافة قامت بتلمس موقف زراعة القمح بالجزيرة عبر التحقيق التالي والذي ياتي بمثابة الحلقة الاولي علي ان تكون حلقة الاسبوع المقبل من داخل الغيط

اشارت الوسائط الاعلامية خلال الايام القليلة الماضية الي ان زراعة القمح بالجزيرة تواجه مخاطر حقيقية تتمثل في رفض اعداد كبيرة من المزارعين بالمشروع زراعة هذا المحصول الاستراتيجي بسبب الضبابية المحيطة بزراعته خاصة ان الحكومة لم تعمد الي تحديد اسعار الاستلام مما ادي الي بروز المخاوف من حدوث خسائر فادحة للمزارع في وقت اصدر فيه تحالف المزارعين المعارض بيانا للراي العام انتقد فيه ما اسماه بتغيير صيغة التمويل من ضمان الانتاج الي ضمان الارض مستدلا بخطاب البنك الزراعي فرع الهدي بتاريخ 24-11-2007 بنزع الحواشة لتغطية مديونية (واحد جول قمح . ومضي البيان مخاطبا قواعد المزارعين مباركا توجههم في رفض زراعة القمح جراء زيادة اسعار مدخلات زراعة القمح لهذا الموسم , واستدل البيان بالزيادات في المدخلات هذا الموسم مقارنة بالموسم الزراعي الماضي مشيرا الي ان جوال السوبر كان في العام الماضي (57) الف جنيه بينما جاءت اسعاره لهذا الموسم بقيمة (95) الفا بنسبة زيادة بلغت (66%) وبالنسبة لسماد اليوريا الذي كان سعره في العام الماضي (37) الف جنيه فقد جاء سعره للموسم الجديد بقيمة (57) الف جنيه بنسبة زيادة بلغت (61%) فيما بلغت نسبة الزيادة في جوال التقاوي زنة (50) كيلوجرام (31%) اذ ارتفع سعره من (64) جنيها العام الماضي ليبلغ هذا العام (84) جنيعا اضافة لما سماه التحالف بالاتاوات المتمثلة في كيلة الاتحاد ورسم الترحيل البالغ (3%) وطالب التحالف بضرورة دعم مدخلات الانتاج وتحديد سعر التركيز وادخال التقانة واخر ما توصلت اليه احدث ما توصل اليه العلم في مجال زيادة الانتاجية .
للوقوف علي رؤية تحالف مزارعي الجزيرة اتصلت الصحافة بالمهندس عمر عبدالرحيم احمد امين الاعلام باتحاد مزارعي الجزيرة فقال : ( بداية لابد من الاشارة الي ان مزارع الجزيرة تجاوز مرحلة التحريض مهما كان مصدرها وبالتالي فان المزارع بات يحلل المعطيات وسط اسرته التي تضم خريج المحاسبة والهندسة الزراعية وهذا يعني ان الامر بالنسبة له خاضع للمصلحة الشخصية وعندما سالت عمر عن صحة تصاعد اسعار المدخلات اجابني بالنسبة للسوبر فقد شهدت الاسواق العالمية ارتفاعا كبيرا لهذا المدخل ابان تصاعد اسعار النفط خاصة انه ذي العلاقة الوثيقة بهذه الصناعة فكانت الاسعار (157) الف جنيه للجوال السوبر ما دفع الاتحاد مطالبة الدولة بضرورة دعم هذا المدخل وتجاوب الاستاذ علي عثمان محمد طه ودعم الجوال بحوال (76) الف واذا وقفنا علي جملة المساحة المستهدفة نجد انها تبلغ (485) الف فدان وعملية حسابية نجد ان دعم المدخل قد كلف الدولة المليارات وكذلك الامر بالنسبة للسماد اما التقاوي فقد تم شراؤها من مزارعين بواقع (138) جنيها للجوال زنة (100) كيلو علما ان سعر جوال التقاوي زنة (50) في مصلحة اكثار البذور بالخرطوم يبلغ (125) الف جنيه وتباع ذات الزنة ب(150) الف جنيه لدي الشركة العربية , قلت للمهندس عمر عبدالرحيم ان تجاهل الدولة تحديد الاسعار يدفع ثمنه المزارعي فاجابني كان يمكن للدولة ان تقوم بتحديد اسعار الاستلام حال عدم سؤالنا الدعم للمدخلات وعندها لا نضمن ان يحقق المزارع اية فوائد حال زراعته اما الان فان تكلفة الفدان الواحد تقل عن (331) الف جنيه للفدان حتي مرلحة الحصاد , وعندما قلت لامين الاعلام باتحاد المزارعين انه ورغم حديثكم فان هنالك هنالك اعدادا كبيرة من المزارعين قد احجمت عن الزراعة فاجابني ( هذا مجر ادعاء خال من الصحة فنسبة الزراعة بالاقسام لاتقل عن (80%) من المساحات المستهدفة بل ان بعض المزارعين زرعوا (اتلات) اخري غير المخصصة لهم .
في اتصال هاتفي بالمهندس الزراعي بدر القواس محمد زين مدير قسم المكاشفي سالته عن واقع وسير زراعة القمح فاجابني : (تبلغ جملة المساحة المستهدفة قمحا بالقسم (25,135) فدانا تمت زراعة (85%) ويعمل بقية المزارعين بصورة حثيثة في المساحات الاخري والتي يتوقع انتهائها بنهاية هذا الاسبوع واجابتي علي تساؤلي عن توجه عدد من المزارعين الي رفض الزراعة قال مدير قسم المكاشفي ان اعمال سحب المدخلات لا تشير بوجود مزارع واحد رافض لزراعة القمح لهذا الموسم .
في القسم الجنوبي لغت المساحة المستهدفة (19) الف فدان تمت زراعة (12) فدان وفقا لجبارة محمد ابراهيم من قيادات المزارعين بالقسم وعندما سالت جبارة هل عدم اكمال المساحة المستهدفة سببه رفض للسياسات ؟ اجابني هنالك مزارعين معسرين واخرين تعرضوا لخسائر مادية فادحة بسبب الامطار التي شهدتها الجزيرة في ابريل من العام الماضي ادت لاخراج المزارعين من دائرة الانتاج والبنك الزراعي وعد بمراجعة قراراه السابق والذي امر بحجب التمويل عن هؤلاء وبالتالي فانه من المتوقع اكمال زراعة كل المساحة المستهدفة قمحا .
في قسم المسلمية تم تخصيص (28,5) الف ثمانية وعشرون الفا وخمسمائة فداناكتملت زراعة (18) الف فدان بنسبة تتجاوز (70%) ويقول عمر الامين العوض من قيادات المزارعين ان هنالك اقالا لزراعة كل المساحة حتي اولئك الذين لم يكملوا تسديد ديونهم عن المعام الماضي يسعون الان مع البنك لتوفير المدخلات حتي يلحقوا بالموسم وحول وجود اجماع علي رفض الزراعة قال العوض لا يوجد مزارع بقسم المسلمية مزارع رافض لزراعة القمح بدليل ان مدخلات المساحات المتبقية تنساب بصورة تؤكد اتمام كل المساحة المستهدفة خلال اسبوع من اليوم .

ليست هناك تعليقات: