الخميس، 11 سبتمبر 2008

التغيير المناخي 2




التغيرات المناخية ..... اعادة هيكلة الحياة فوق الارض2
الخبير الوطني اسماعيل الجزولي: المطلوب الاجماع الدولي للحد من الانبعاثات
البحوث اكدت ان السودان من الدول المتاثرة والمطلوب التكيف مع المتغيرات


التغير المناخي هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض و للعامة يمكن القول ان التغير المناخي يعني تغير خارطة هطول الأمطار مواقيتا وكميات وما يستتبع ذلك من تغير في درجات الحرارة تؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية مما يجعل التغير المناخي مشكلة حقيقية تحدث الآن وتتفاقم باطرادلقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في المئة والخمسون عاما الماضية إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الاحفوري الذي يشمل النفط والغاز والفحم لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.تتمثل عواقب التغير المناخي يتفاقم عدد البشر المهددين وترتفع نسبة الأنواع المعرضة للانقراض من 20% إلى الثلث بينما من المتوقع أن تؤدي العواقب المالية للتغير المناخي إلى تجاوز إجمالي الناتج المحلي في العالم اجمع مع حلول العام2080 ومن ابرز مخاطر التغير المناخي انه يودي بحياة 150 إلف شخص سنويا , والتهديد بانقراض 20% من الحية البرية بحلول العام 2050 وتكبيد الصناعة الزراعية العالمية خسارات بمليارات الدولارات.
في الحلقة الثانية من ملف التغيرات المناخية تجلس (الصحافة) الي اسماعيل الجزولي الخبير الوطني واحد اعضاء الفريق العالمي العامل لمواجهة مخاطر التغير المناخي اذ انتخب عضوا بمكتب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ويشغل نائب رئيس اللجنة الثالثة لتخفيض الانبعاثات ممثلا لافريقيا عبر الحوار التالي :
ماهوسبب التغيير المناخي ؟
السبب تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ومصادر الغازات هي الطاقة الاحفورية، الصناعة ، الغابات ، استخدامات الاراضي ، الزراعة ، النفايات.
ماهي الاثار المترتبة عن التغيرات المناخية؟

الآثار المتوقعة تشمل ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والارض و ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي
لزيادة معدل حدوث وشدة الظواهر الجوية الشاذة مثل الجفاف والفيضانات كما ينعكس الامر سلباً علي الامن الغذائي ووفرة المياه العذبة ، الصحة والمستوطنات البشرية
ماهي الجهود الاممية لمواجهة الموقف ؟
تمثلت الجهود العالمية في الاعتراف بظاهرة تغير المناخ عام 1972 في استكهولم ثم وقعت 152 دولة علي الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ عام 1992 في البرازيل ليتجاوز العدد الان اكثر من 188 دولة اعقب ذلك وضع بروتوكول كيوتو 1997بهدف البدء في تنفيذ خطة عمل بونس ايرس 1998 وقد تم انشاء 3 صناديق لتمويل انشطة الدول النامية والاقل نمواً في مجال التكيف مع الاثار السالبة لتغير المناخ
ما جدوي الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ ؟
تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في مستوى يحد من تأثيراتها الضارة على المناخ العالمي وبما يمكن النظم الايكولوجية من اعادة توازنها وقد وقع السودان عليها في 1992 وصادقها في نوفمبر 1993دخلت حيز التنفيذ في عام 1994 وعقد اول مؤتمر اطراف لها في عام 1995 وانعقد مؤتمر الاطراف رقم 13 في ديسمبر الماضي في بالي
وماذا عن بروتوكول كيوتو ؟
هو آلية تنفيذ الاتفاقية تم اعتماده في 1997 في مؤتمر الاطراف الثالث في اليابان كآلية او لائحة للاتفاقية ووقع حتى الآن 133 دولة بهدف تخفيض معدلات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للدول الصناعية و مساعدة الدول النامية في مجالات التنمية المستدامة دخل حيز التنفيذ في 16 فبراير 2005 . بعد مصادقة روسيا صادق السودان عليه في فبراير 2005
صدر مؤخرا التقرير الرابع للهيئة الحكومية لتغير المناخ ماهي ابرز ملامحه؟
اوضح التقرير ان ان هنالك تغيرات مناخية وارتفاع في درجات الحرارة ترجع في الاساس للنشاط البشري
الملاحظات المباشرة علي تغير المناخ حاليا علي المستويات ، القارية والإقليمية وقاع المحيطات تمت ملاحظة تغيرات علي المدي الطويل تمثلت في تغيرات في درجات الحرارة والجليد في القطب الشمالي وتغيرات واسعة الانتشار في كمية التهطال وملوحة البحار ونمط الرياح.
وحدوث تغيرات مناخية متطرفة تشمل (الجفاف – التهطال العالي – موجات حرارة وزوابع مدارية حادة)
ومن النتائج الهامة لهذا التقرير زيادة ملحوظة في التهطال في الجزء الشرقي من شمال وجنوب أميركا – أروبا الشمالية وشمال وأواسط آسيا وتكرار التهطال في كثير من الأراضي يتوافق مع الاحترار وزيادة التبخر اضافة الي جفاف في مناطق الساحل – البحر الأبيض المتوسط وأجزاء من جنوب آسيا وحدوث فترات جفاف حادة ومتكررة وطويلة من عام 1970 في المناطق المدارية وشبه المدارية.اضافة اليالتغيرات الأخري (الحالات الجوية الشاذة) المتمثلة في التغيرات الحادة في درجة الحرارة وبرودة في الجو ليلاً ونهاراًوازدياد حدة الاعاصير المدارية خاصة في شمال الأطلنطي منذ عام 1970 مقرونة بزيادة في درجات حرارة سطح البحار المدارية.
ماهي أنعكاسات تغير المناخ علي أفريقيا
أفريقيا واحدة من أكثر القارات المعرضة لتغير المناخ نظرا لقلة مقدرتها علي التكيف.
فبنهاية القرن الـ 21 سيؤثر إرتفاع البحر في المناطق الساحلية والمنخفضة والدول الجزرية وستشهد الشعب المرجانية والمانجروف تدهورا سيشهد الحزام من السنغال حتى السودان دورات جفاف حادة ونقصان في مياه الانهار .الدول الفقيرة والفقراء اكثر تأثراُ والريف اكثر تأثراً لاعتماده علي الموارد الطبيعية كذلك الاطفال والنساء سيكونون اكثر عرضة لآثار تغير المناخ خاصة هناك عوامل غير مناخية تزيد من تأثرهم وسيتعرض ( 75 – 250 ) مليون معرضون لنقص في المياه كما يتوقع نقص لكمية جريان المياه في الانهار مما يوثر علي مخزون البحيرات وتوليد الطاقة
كبف سيكون موقف انتاج الغذاء ؟
سيكون هنالك نقص في عدد ايام الموسم الزراعي والاراضي الصالحة للزراعة المطرية وينجم عن ذلك نقص في الانتاج والانتاجية قد يصل الي 50% كما يمتد الاثر الي قطاع الثروة الحيوانية والسمكية
ماهو مستقبل الاوضاع الصحية؟
سيكون هنالك ازدياد في امراض سوء التغذية كما سترتفع معدلات الاصابة بالتهاب السحائي كما ان 80ا مليون شخص سينضمون الي قائمة من يعانون الملاريا اضاقة الي زيادة الاصابات بحمى الوادي المتصدع
ماهو اثر التغير المناخي علي النظم الايكولوجية:
ستعاني حوالي 10 – 15% من حيوانات الحظائر القومية من مخاطر متعلقة بتغير المناخ اضافة الي نقص في اعداد الطيور النادرة قد يصل الي 50% وانتشار في انواع الحيوانات المتوحشة دهور في الشعب المرجانية
زيادة في الاراضي القاحلة وشبه القاحلة بنسبة 8%
ماهي اثار وانعكاسات التغير المناخي علي التنمية ؟
اولي وابرز اثار التغير المناخي تتمثل نقصان في الناتج المحلي الاجما لي يؤدي الي زيادة الفقر
تعويق تحقيق الاهداف الانمائية و ندرة في الموارد جراء التصحر والجفاف و كلها تؤدي الي النزوح مما يترتب علي ذلك من تكلفة اضافية
ماهي آثار تغير المناخ علي السودان ؟
يعتبر السودان من الدول التي ستتأثر بقدر اكبر من جراء ظاهرة تغير المناخ وذلك لان
معظم اراضية حساسة جداً للتغير في درجات الحرارة ومعدلات الامطار وهشاشة النظم الحيوية فيه
اضافة الي ضعف البنيات التحتيه والاقتصادية كما ان الامن الغذائي يعتمد بشكل رئيسي علي الامطار
كما ان اكثر من 70% من سكانه يعتمدون مباشرة علي موارد حساسة لتغير المناخ لذلك تعتبر استراتجية التكيف مع آثار تغير المناخ من اهم اولويات العمل في هذا المجال
هل تم اعداد اية دراسات لاثار تغير المناخ؟
اجريت الدراسات لآثار تغير المناخ ضمن انشطة مشروع بناء القدرات لمعرفة حجم المشكلة وقدتم اختيار اقليم كردفان بولاياته الثلاثة كمنطقة للدراسة شملت الدراسات الزراعة (محصولي الذره والدخن) و المياه اضافة الي الملاريا وقد شارك في هذه الدراسات خبراء من هذه القطاعات ومن الارصاد الجويه. وبدعم فني من معهد استكهولم للبيئة ببوسطن اشارت النتائج الاولية لهذه الدراسات الي انه خلال الـ 30 عام القادمة سوف يحدث انتقال في نطاقات المناخات الزراعية في اتجاه الجنوب الجغرافي نقص محتمل في انتاجية محاصيل الذرة والدخن قد يصل الي اكثر من 50% من بعض المناطق التي تزرع حالياً ووجد ان محصول الذرة قد يتأثر بارتفاع درجة الحرارة وتناقص معدلات الامطار بدرجة اكثر من الدخن مع امكانية حدوث تدني في انتاجية الصمغ العربي بنسبة تتراوج بين 25 - 30% كذلك اشارت النتائج الاولية للدراسة الي نقصان معدلات هطول الامطار وازدياد معدلات التبخر (ارتفاع درجة الحرارة) قد يؤدي الي نقصان في الموارد المائية واحتمال زيادة معدلات انتقال مرض الملاريا بين شهري اكتوبر-ديسمبر وانخفاض في حالات الاصابة بالملاريا خلال ابريل – مايو بسبب ارتفاع درجة الحرارة كما توقعت الدراسة تغير في الانتشار الجغرافي للملاريا وازدياد في عدد الاصابات توضح هذه الدراسات بجلاء حجم التحديات المستقبلية وتعطي مؤشرات هامة للبحوث والتخطيط التنموي
هل هذه النتائج تعتبر كافبة لصياغة برامج محددة لمواجهة هذه الآثار
غير كافية السالبة اذ شابها العديد من المحددات نورد منهاعدم ملائمة النماذج الحاسوبية التي استخدمت في الدراسة بجانب اشكالات في التطبيق و قلة المعرفة والخبرة في مجال استخدام النماذج الحاسوبية في هذا المجال صعوبة الحصول علي المعلومات المكتملة كما ان بعض المعلومات غير متوفرة وتحتاج لاجراء بحوث ودراسات لجمعها
ماذا ان تجربة مشروع بناء القدرات ؟
اقيمت العديد من ورش العمل والدراسات بمشاركة اكثر من 300 مشارك في التدريب واعداد تقرير السودان ومراجعته واجازته وقد تم تأسيس نقاط اتصال في عدد من المؤسسات وثيقة الصلة بتنفيذ اتفاقية تغير المناخ
وقد شملت الدراسات والتقييم العلمي معظم القطاعات ذات الصلة بتغير المناخ (الطاقة ، الصناعة ، الغابات ، الزراعة) كما تم اعداد تقرير الاتصال الاول Sudan First National Communications وتم تسليمه لسكرتارية الاتفاقية ايفاءاً باهم التزامات البلاد وقد اشادت به السكرتارية كتابتةً وقد حوى تقرير الاتصال الاول دراسة لمحصلة غازات الاحتباس الحراري وتحليل لخيارات خفضها في السودان، دراسات آثار تغير المناخ واجراءات التكيف

الأحد، 7 سبتمبر 2008

التغيرات المناخية .... اعادة هيكلة الحياة فوق الارض


التغيرات المناخية ... اعادة هيكلة الحياة فوق الارض -1
الخرطوم : بله علي عمر
التغير المناخي هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض و للعامة يمكن القول ان التغير المناخي يعني احتمال تغير خارطة هطول الأمطار وما يستتبع ذلك من تغير في درجات الحرارة تؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية مما يجعل التغير المناخي مشكلة حقيقية تحدث الآن وتتفاقم باطراد
لقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في المئة والخمسون عاما الماضية إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الاحفوري الذي يشمل النفط والغاز والفحم لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
تتمثل عواقب التغير المناخي يتفاقم عدد البشر المهددين وترتفع نسبة الأنواع المعرضة للانقراض من 20% إلى الثلث بينما من المتوقع أن تؤدي العواقب المالية للتغير المناخي إلى تجاوز إجمالي الناتج المحلي في العالم اجمع مع حلول العام2080 ومن ابرز مخاطر التغير المناخي انه يودي بحياة 150 إلف شخص سنويا , انقراض 20% من الأنواع الحية البرية بحلول العام 2050 تكبيد الصناعة الزراعية العالمية خسارات بمليارات الدولارات إضافة إلى اكلاف التنظيفات جراء ظروف مناخية قصوىما هو مفعول الدفيئة؟ مفعول الدفيئة هو ظاهرة يحبس فيها الغلاف الجوي بعضا من طاقة الشمس لتدفئة الكرة الأرضية والحفاظ على اعتدال مناخنا. ويشكل ثاني أكسيد الكربون احد أهم الغازات التي تساهم في مضاعفة هذه الظاهرة لإنتاجه أثناء حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي في مصانع الطاقة والسيارات والمصانع وغيرها، إضافة إلى إزالة الغابات بشكل واسع. غاز الدفيئة المؤثر الآخر هو الميثان المنبعث من مزارع الأرز وتربية البقر ومطامر النفايات وأشغال المناجم وأنابيب الغاز. أما الـ "Chlorofluorocarbons (CFCs)" المسؤولة عن تآكل طبقة الأوزون والأكسيد النيتري (من الأسمدة وغيرها من الكيميائيات) تساهم أيضا في هذه المشكلة بسبب احتباسها للحرارة. أسباب التغير المناخيالتغير المناخي يحصل بسبب رفع النشاط البشري لنسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة. فكلما اتبعت المجتمعات البشرية أنماط حياة أكثر تعقيدا واعتمادا على الآلات احتاجت إلى مزيد من الطاقة. وارتفاع الطلب على الطاقة يعني حرق المزيد من الوقود الاحفوري (النفط-الغاز-الفحم) وبالتالي رفع نسب الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي. بذلك ساهم البشر في تضخيم قدرة مفعول الدفيئة الطبيعي على حبس الحرارة. مفعول الدفيئة المضخم هذا هو ما يدعو إلى القلق، فهو كفيل بان يرفع حرارة الكوكب بسرعة لا سابقة لها في تاريخ البشرية. عواقب التغير المناخي تغير المناخ ليس فارقا طفيفا في الأنماط المناخية. فدرجات الحرارة المتفاقمة ستؤدي إلى تغير في أنواع الطقس كأنماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها إضافة إلى أنواع وتواتر عدة أحداث مناخية قصوى محتملة. إن تغير المناخ بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير ولا يمكن التنبؤ بها
ومن عواقب التغير المناخي خسارة مخزون مياه الشرب في غضون 50 عاما سيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص في مياه الشرب من 5 مليارات إلى 8 مليارات شخص و تراجع المحصول الزراعي اذ من البديهي أن يؤدي أي تغير في المناخ الشامل إلى تأثر الزراعات المحلية وبالتالي تقلص المخزون الغذائي اضافة الي تراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية لان تغير مواطن النباتات وازدياد الجفاف وتغير أنماط المتساقطات سيؤدي إلى تفاقم التصحر ليزداد بشكل غير مباشر استخدام الأسمدة الكيميائية وبالتالي تفاقم التلوث السام كما يشكل ارتفاع درجات الحرارة ظروفا مؤاتية لانتشار الآفات والحشرات الناقلة للأمراض كالبعوض الناقل للملاريا. ومن اثار التغير المناخي ارتفاع حرارة العالم إلى تمدد كتلة مياه المحيطات، إضافة إلى ذوبان الكتل الجليدية الضخمة ككتلة غرينلاند، ما يتوقع أن يرفع مستوى البحر من 0,1 إلى 0,5 متر مع حلول منتصف القرن هذا الارتفاع المحتمل سيشكل تهديدا للتجمعات السكنية الساحلية وزراعاتها إضافة إلى موارد المياه العذبة على السواحل ووجود بعض الجزر التي ستغمرها المياه. كما إن ارتفاع تواتر موجات الجفاف والفيضانات والعواصف وغيرها يؤذي المجتمعات واقتصاداتها. لم تواجه البشرية سابقا أزمة بيئية هائلة كهذه. ومن السخرية أن الدول النامية التي تقع عليها مسؤولية اقل عن تغير المناخ هي التي ستعاني من أسوأ عواقبه. كلنا مسؤولون عن السعي إلى وقف هذه المشكلة على الفور. أما إذا تقاعسنا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة الآن لوقف ارتفاع الحرارة الشامل قد نعاني من عواقب لا يمكن العودة عنه
السودان وافريقيا
السودان ليس بمناي عن التحولات والتغيرات العالمية ففي تقرير اصدرته مجموعة من منظمات الإغاثة والجماعات البيئية في بريطانيا وبثته هيئة الاذاعة البريطانية حذر من ان التغير المناخي قد يطيح بجهود محاربة الفقر في إفريقيا مالم يتم اتخاذ خطوات عاجلة بهذا الشأن.
ويضيف التقرير ، إن حالات الجفاف تزداد سوءا وأن التغير المناخي إجمالا يشكل "تهديدا غير مسبوق" للأمن الغذائي لسكان إفريقيا.

ويحذر التقرير من تدهور محتمل مالم تستنبط أساليب تنموية تقاوم تغيرات المناخ وتحد من انبعاثات الغاز بشكل كبير.
ويثبت البحث العلمي، حسب التقرير، ان "أوضاعا جديدة وغاية في الخطورة" قد تطرأ على القارة السوداء بسبب التغير المناخي القادم، وذلك برغم سوء الأحوال المناخية في إفريقيا إجمالا.
كما يحذر من أن المناطق الجافة وشبه الجافة في شمال وغرب وشرق واجزاء من جنوب القارة تزداد جفافا بينما تزداد الرطوبة في الأجزاء المدارية وبعض الأجزاء الجنوبية من إفريقيا. برغم ازدياد درجة الحرارة بمعدل نصف درجة عما كانت عليه قبل 100 سنة في عدد من المناطق، إلا إنه ازداد بمعدل يصل إلى 3.5 درجة في مناطق أخرى مثل كينيا خلال العقدين الأخيرين.

ويؤكد أندرو سيمز، وينتمي لإحدى الجماعات التي أصدرت التقرير، إن ظاهرة تسخين الأرض ستزيد من تعقيد المشكلات التي تواجهها إفريقيا بكثير. فيما يشير الدكتور مصطفى طلبه، رئيس المركز الدولي للبيئة والتنمية، ومقره القاهرة، في مقابلة مع بي بي سي العربية، إن ارتفاع درجة حرارة الأرض قد يصاحبه ارتفاع مستوى سطح البحر محذرا المناطق الواطئة في إفريقيا المحاطة بالمسطحات المائية من مواجه خطر ارتفاع مستوى الماء إلى ما بين 25 إلى 80 سم ما قد يؤدي إلى غرقها أو تسرب المياه إلى باطن الأرض مما يهدد تلف الأراضي الزراعية بسبب الملوحة.


دراستان جديدتان اكدتا بأن التغير المناخي سيجعل مناطق جافة في أفريقيا أكثر جفافا في المستقبل القريب فقد أظهرت صور نمطية للحاسب الآلي أن منطقة الساحل بغرب أفريقيا ومنطقة الجنوب الأفريقي ستتعرضان للجفاف بشكل كبير خلال القرن الحالي فقد انخفض منسوب الأمطار في منطقة الساحل بشكل حاد في أواخر القرن العشرين، فيما تسبب الجفاف في وفاة ملايين الأشخاص. ويأتي البحث بعد افتتاح قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي في مونتريال وقال د. أيزاك هيلد من الهيئة الأمريكية الوطنية لمسح المحيطات والأجواء، التي نشر فريقها بحثه في دورية (بي إن إيه إس ) العلمية "يظهر النموذج النمطي أن منطقة الساحل ستصاب بجفاف شديد في المستقبل"مضيفا "إذا قارنا هذا الجفاف بما حدث من جفاف في السبعينات والثمانينات، فإن أواخر القرن الحادي والعشرين ستكون أشد جفافا - إذا ستنخفض الأمطار عن متوسطها في القرن الماضي بنسبة 30%".
افريقيا ..توقعات مغايرة
ورغم أن وضع منطقة الجنوب الأفريقي أفضل من منطقة الساحل، إلا أن بحثا آخر قامت به مجموعة ثانية تابعة للهيئة الأمريكية الوطنية لمسح المحيطات والأجواء وجدت أن المستقبل سيكون أكثر جفافا لهذه المنطقة هي الأخرى. غير أن توقعات الأنماط المناخية المستقبلية ليست حتمية، إذ خرجت نماذج أخرى للحاسب الإلكتروني لمناطق أفريقية بنتائج مغايرة.
أن النتائج الأخيرة تظهر مدى الأثر الشديد الذي سيتركه ارتفاع حرارة الكوكب نتيجة الأنشطة البشرية، على بعض أفقر البلدان في العالم .
في الحلقة الثانية :
هل الظروف مواتية لوقف هيكلة الحياة فوق كوكب الارض ؟















الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

تحقيق الامن الغذائي .... وصفة الخبراء المصريين








تحقيق الامن الغذائي في وصفة الخبراء المصريين
الزراعة بترول السودان والبلاد تملك اكبر احتياطي مياه جوفيه بالعالم
المطلوب وضع القوانين الصارمة وتفعيل دور الحجر الزراعي لحماية البلاد
الخرطوم : بله علي عمر
"أن التغيرات المناخية قد تؤثر سلباً على الأمن الغذائي للفقراء والمصابين بسوء التغذية والمعتمدين على الإنتاج المحلي للأغذية " هكذا جاء الحديث علي لسان ويل كيلمان، رئيس مجموعة العمل المكلفة بالتغيرات المناخية في منظمة الأغذية والزراعة، أن "التغيرات المناخية ستؤثر على الأمن الغذائي في أبعاده الأربعة وهي توفر الغذاء، وإمكانية الحصول عليه والاستقرار الغذائي وكيفية استعمال الغذاء"وأضاف أن "الأمن الغذائي مهدَّد بشكل خاص في المناطق الهشة أصلاً مثل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا ومناطق من الشرق الأوسط".
في تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة جاء أن التغيرات في أنماط تساقط الأمطار قد تؤثر على المحاصيل ، في العديد من البلدان في المنطقة. وأشار كذلك إلى أن اليمن مهددة بشكل خاص بسبب انتشار الفقر وسرعة النمو السكاني والنقص الحاد في المياه.
القارئ الكريم تابع اهتمام (الصحافة) بامر الغذاء ليجد الاهتمام الاعظم خلال الفترة الماضية خاصة ان خبراء الأمن الغذائي في المنطقة حذروا من حدوث اضطرابات اجتماعية إذا لم يتم احتواء أسعار الغذاء على المستوى المحلي. وهذا ما أشار إليه كيلمان الذي قال أن "تزايد مستوى انعدام الأمن الغذائي يمكن أن يؤدي إلى نزاعات حول الموارد، سواء كانت زراعية أو غذائية". يوم الاربعاء الماضي جلست (الصحافة ) الي ثلاث من الخبراء المصريين للحديث حول موارد البلاد وامكانية تحقيق الامن الغذائي للسودان ومصر في المساحة التالية نقف في شيئ من التفصيل علي تلك الرؤي التي يزيد من اهميتها ان الخبراء الثلاث من ابرز المعنيين بانتاج المحاصيل والميكنة الزراعية ومناهج التمويل

ابتدر الحديث الدكتور عصام شلبي رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية ورئيس الحملة القومية لانتاج القمح بمصر فقال ان الاستثمار هو إنفاق رأسمالى بهدف تحقيق أرباح بعد مدة من بداية المشروع بشرط التاكد من جدوي المشروع الفنية والمالية وعموماً فالاستثمار يعتمد على توافر فرص استثمارية تتحكم فيها طبيعة المشروع.وحجم التكلفة الاستثمارية- التدفقات النقدية المتوقعة للمشروع والمخاطر المرتبطة بالاستثمار (مخاطر الأعمال- التمويل- تقلبات الأسعار والفترة الزمنية المتوقعة لعملية الاستثمار.
وحتي ياتي المشروع اكله ينبغى توافر المحددات الرئيسية لنجاحه وهى رأس المال Money و ميكنة وآلات Machinery و خامات ومستلزمات الإنتاج Materials و العمالة المدربة Manpower و سوق (التسويق) Market و وفى مجال المشاريع الزراعية (طبيعة الأرض وموقعها- والخبرة الفنية) لها أهمية كبيرة.

الزراعة كنشاط إقتصادى ترتبط بما يلى:
رأس المال الثابت فى الزراعة: تقدر قيمة الأرض والمبانى بحوالى 75% من رأس المال المزرعى. وتعتبر تكاليف ثابتة. وهذه ميزة فى حالة السودان حيث أسعار الأراضى منخفضة جداً. و كفاءة تشغيل العمالة لأن الزراعة عمل موسمى إلا إذا حدث تكامل بين الإنتاج النباتى والحيوانى و التقلبات السعرية السوقية- صعوبة التحكم فى كميات المحاصيل الناتجة وطبيعة الأرض وخواصها ومساحتها .
المعالم الرئيسية للموارد الزراعية السودانية
الموارد الأرضية جملة مساحة السودان ميلون ميل مربع أى 2.51 مليون كيلو متر مربع (600 مليون فدان) تشير تفاصيلها الي وجود أراضى صحراوية: 175 مليون فدان تمثل 29% من إجمالى المساحة وأراضى شبة صحراوية (75- 300 مم أمطار): مساحة 117 مليون فدان (20% من المساحة) وأراضى غابات وأعشاب: 247 مليون فدان (41% من المساحة) وهناك الأراضى الفيضية التي تبلغ رقعتها 60 مليون فدان (10% من المساحة وتسقط عليها أمطار 700- 1600 مم) اما الأراضى الجبلية رقعتها 1.5 مليون فدان (0.03% من المساحة).
وعليه فان جملة الأراضى التي يمكن زراعتها حوالى 200 مليون فدان أى نحو 30% من إجمالى مساحة السودان (84 بليون هكتار) منها حوالى 40 مليون فدان مزروعة (4 مليون فدان مروية، 36 مليون فدان مطرية منها زراعات آلية فى 14 مليون فدان والباقى مناطق مطرية عادية) هذا غير مناطق الرعى والغابات.
مما يساعد علي زراعة أراضى السودان انها عبارة عن سهل رسوبى منبسط قليل الانحدارات 95% منها بين 450- 1200م فوق سطح البحر، المرتفعات القليلة أقل من (0.5 % من المساحة) و وتتكون سهول السودان من أنواع مختلفة من التربة أهمها التربة الرملية فى الأقاليم الصحراوية وشبه الصحراوية فى شمال وغرب السودان وهى تربة فقيرة الخصوبة يزرع فيها الدخن والفول السودانى والسمسم والكركدية و التربة الطينية فى أواسط وشرق السودان ويزرع فيها القطن ومناطق الزراعة الآلية المطرية يزرع فيها الذرة، وكذلك الغابات وهناك التربة الرسوبية السلتية على ضفاف الأنهار والأودية والتربة الحديدية الحمراء فى جنوب السودان وهى تربة فقيرة.

النظم الزراعية في السودان:
الزراعة المطرية التقليدية يستخدم هذا القطاع الآلات اليدوية في عمليات الإنتاج وتتركز الزراعة التقليدية في مناطق الغرب والجنوب وبعض مناطق وسط السودان، يتذبذب الإنتاج في هذا القطاع من موسم لآخر وفقاً لكمية وتوزيع الأمطار، يسهم هذا القطاع في الاقتصاد القومي ب 90% من إنتاج الدخن و 48% من الفول السوداني و28% من السمسم و 11% من الذرة الرفيعة اما مساهمته في انتاج الصمغ بالبلاد فتشكل 100% من الصمغ العربي اضافة إنتاج محاصيل أخرى مثل الكركديه وحب البطيخ واللوبيا بعض الخضروات كما تشكل تربية الحيوان جزءاً من هذا القطاع.
الزراعة المروية تغطي حوالي مليوني هكتار وتروى بشكل أساسي من النيل وفروعه.
المحاصيل تشمل : المحاصيل الأساسية في القطاع المروي كالسكر، القطن، القمح، الذرة الرفيعة، الفول السوداني، البقوليات الشتوية، الخضروات، الفواكه، الأعلاف الخضراء وتمثل المحاصيل المنتجة في القطاع المروي حوالي 64%.

الزراعة المطرية الآلية: تشمل المحاصيل الأساسية في القطاع المطري محصول الذرة الرفيعة ويحتل الصدارة ويغطي مساحه 85% من المساحة المزروعة، وينتج القطاع المطري الآلي حوالي 65% من إنتاج الذرة الرفيعة في السودان. محصول السمسم ويلي الذرة الرفيعة في مساحة 10% من المساحة المزروعة وينتج القطاع 35%

الراصد للحراك الاقتصادي والزراعي بالسودان يقف عند زيادة الموازنات المالية المخصصة لمرافق الرى كما ألتزمت المشاريع الخاصة ببرامج توزيع المياه وتطهير المجارى المائية برصد ميزانيات لذلك.
تم تطوير العديد من الطرق اضافة الي التوسع فى زراعة الأصناف المحسنة 60% من القمح، وكذلك من المحاصيل الرئيسية الأخرى- الذرة، السمسم وفول السودانى
جدوي الاستثمار الزراعي بالسودان
لقد ادت زيادة اسعار النفط الي استخدام المحاصيل فى إنتاج الطاقة كما ان التغيرات المناخية المتمثلة في
زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون والميثان فى الجو الي انتشار ظاهرة الصوبة الزجاجية (الدفيئة) مما أدى للتأثير على الأمطار وبدأ وجود ظاهرة الجفاف فى مناطق عديدة استراليا والهند والصين مما أثر على الإنتاج الزراعى ونتج عن ذلك ازيادة اسعار المنتجات الزراعية وبالمقارنة بين عامي 2002 و2007 تشير الاقام الي ان سعر طن القمح كان في 2002 بسعر 158 دولارا للطن فيما بلغت اسعاره في 2007 360 دولارا اما سعر البطاطس فقد قفز من 177 دولارا الي 270 وبالنسبة للبقوليات فبينما كان سعرها 470 دولارا للطن فقد قفز الي 630 دولارا في 2007وبالنسبة للخضر ارتفع السعر لي 593 بدلا عن 490 اما الزيوت فقد كانت اسعارها في الاسواق العالمية لعام 2002 قفزت الي 1100 دولار للطن فيما ارتفع سعر اللحوم الي 2140 دولارا في 2007 بدلا عن 1870 في العام 2002 واذا كان ارتفاع اسعار المنتجات الزراعية في الاسواق العالمية مشجعة للاستثمار الزراعي فان هنالك مميزات اخري للاستثمار في السودان اهمها الأراضى المترامية التي تبلغ مساحتها 200 مليون فدان صالحة للزارعة والرعى كما ان توفر الموارد المائية الكبيرة
التنوع المناخى الكبير الذي يتيح الزارعات المتباينة من المغريات للاستثمار الزراعي بالبلاد
لذا نستطيع أن نقول أن الزراعة هى الثروة المستقبلية والحقيقية للسودان وهى أهم من البترول كما أن شعار أن السودان ينبغى أن يكون سلة الغذاء للعالم العربى يجب أن يكون حقيقى ويقيننا ان الحكومة السودانية تدرك ذلك جيدا بدليل الاهتمام بتحسين قطاع الزراعة المروية والمطرية والمشروعات الزراعية مثل مشروع الجزيرة وحلفا وقطاع الإنتاج الحيوانى والأسماك والغابات وتشجيع الاستثمار فى مجال الزراعة .
انتاج القمح :
القمح محصول ذو أهمية استراتيجية كبرى لإستخدامه بكثرة فى غذاء الإنسان. وهو يتميز بأنه أكبر محصول به تصنيفات وراثية تجعله صالح للزراعة فى أماكن عديدة من العالم ومع زيادة استهلاك العالم من القمح فى الصين والهند ودول أخري وحدوث حالة جفاف فى روسيا وأوكرانيا فإنخفض إنتاجهم 6 مليون طن و استخدام أمريكا لكميات متزايدة من الذرة والقمح وفول الصويا لإنتاج الوقود الحيوي فلواسار والبترول (البرميل 90- 100 دولار) كل ذلك أدى لزيادات كبيرة فى أسعار القمح ولن تزل هذه الأسعار فى خلال السنة القادمة أى أنه يمكن القول (أنتهى عصر الغذاء الرخيص) فمثلاً تعاقدات شراء القمح الأمريكى اللين (Soft) لشهر سبتمبر 2007 وصل 350- 370 دولار/ طن مقارنة بـ 160 دولار- 200 دولار الطن فى نفس الفترة فى العام الماضى
وامكنيات انتاج القمح في السودان فهي مشابهة لمنطقني توشكي واسيوط في مصر خاصة في ولايتي نهر النيل والشمالية وبمشروعات الجزيرة وحلفا والنيل الابيض ووفقا للبيانات الرسمية فقد تذبذبت المساحات من موسم لاخر فبينما كانت المساحة (567) الف فدان نجدها قد قفزت الي (820) الف فدان في العام 1990 لتتراجع في 2001 الي (284) الف فدان .
الحجر الزراعي حجر الزاوية
من جانبه اشار الدكتور احمد البنا استاذ الميكنة الزراعية بالاسكندرية ومدير محطة بحوث الزراعات الجافة بمصر الي ان الموارد المتاحة بالسودان تؤهلها لتوفير الامن الغذائي للبلدان العربية اذ تتوفر الاراضي الخصبة والمياه الكافية للري خاصة ان السودان يملك اكبر مخزون للمياه الجوفية علي مستوي العالم والمطلوب اتاحة لفرصة لاهل البحث العلمي لانتاج بذور بلدية تكون بنت السودان فالبلاد قادرة علي انتاج اي كميات من المحاصيل دون الحاجة للاعشاب الدخيلة مع استصحاب تجربة السعودية فعندما شهدت المملكة طفرة في انتاج لقمح ادخل لها الامريكيون عينات من القمح ذات النسبة العالية من الشوائب ما ادي الي استخدام كميات كبيرة من الاسمدة والمبيدات المهرمنة والسرطنة وهو توجه يعجل بتدمير الارض الزراعية
ان المطلوب من الدولة وضع الضوابط الصارمة في الاستثمار الزراعي فللمستثمر الوافد مخاطره وتوابعه لذلك لابد من الاستثمار الشريف الذي يحمي الدول العربية خاصة ان السودان هو بمثابة المعدة للامة وعليه فان مسئولية حماية البلاد من التقاوي والمدخلات الوافدة ولا يتم ذلك الا بوجود حجر صحي قادر علي الضبط قوامه كادر بشري مؤهل لتوفير الحماية خاصة انه لن تكون هنالك نهضة زراعية الا عبر المشروعات كثيفة العمالة كما يجب استصحاب التصنيع الغذائي الذي يشكل قيمة مضافة للزراعة وخلاصة القول ان حماية الامن الغذائي لا تتم الا بوضع سلة قوانين في مجالات الحجر الزراعي وتدريب القوي البشرية القادرة علي الانتاج
السودان ارض الفرص الاستثمارية
الدكتور محمد شحاتة خبير التمويل والمشروعات وصف توفر الموارد ا بانها تجعل من السودان ارض الفرص الاستثمارية ويمكن للسودان ان يكون سلة غذاء العالم لو استغلت الموارد المتاحة وفق نهج علمي علي ان يصاحب ذلك توجه نحو تدريب الكوادر وبناء قدراتها اضافة الي استجلاب احدث تقنيات الحفر للمياه الجوفية بالمناطق البعيده عن سبل الري الانسيابي اضافة الي الاستخدام الامثل للمياه لان امكانيات التوسع الزراعي بالسودان واعدة ما يتطلب استخدام تكنولوجيا مثلي تبدا بالاصناف الجيدة مع توفير التمويل لصغار المنتجين .